واشنطن وطهران تمارسان لعبة الكراسي الموسيقية المتبادلة بينهما على حساب دول المنطقة .. هكذا يرى زايد الزيد

زاوية الكتاب

كتب زايد الزيد 3677 مشاهدات 0

زايد الزيد

النهار

الخلاصة- تبادل الأدوار.. بين واشنطن وطهران

زايد الزيد


تعيش المنطقة خلال السنوات الأخيرة على صفيح ساخن لا يخفى على أحد، صفيح ساخن بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فبدءاً من ازمة خلافية بين عدد من دول الخليج منذ نحو عام، مروراً باقليم ملتهب انطلاقاً من العراق وصولا إلى مناطق الصراع في عدد من الدول العربية، وفي ظل ذلك ومازالت واشنطن وطهران تمارسان لعبة الكراسي الموسيقية المتبادلة بينهما على حساب دول المنطقة، وهي لعبة لم تعد بخافية على كل ذي لب ضالع بالشأن السياسي ومطالعات التقارير الدولية، والضحية هي استنزاف ثروات دول المنطقة واشغالها بتلك اللعبة !

نقول ذلك، ونحن نشاهد فصول المسرحية المتبادلة بين واشنطن وطهران منذ سنوات. وتحديداً منذ عهد الرئيس السابق باراك اوباما وصولا لعهد الحالي دونالد ترامب. ومع وصول الأخير لسدة الرئاسة، ومع ما كان يتوقعه الكثيرون عن ان نهجه تجاه ايران سيتغير ويتجه نحو الحرب، وخاصة مع تغيير قيادات فريقه الحكومي سواء على مستوى الوزراء أو المستشارين، واستخدام اللهجة الحادة والانسحاب من الاتفاق النووي، ثم استكمال مسرحية التصريحات الهجومية بينهما، حتى جاء ترامب قبل أيام ليعلن قبوله الدخول في اتفاق جديد، ولذلك شكلت هذه المعطيات فصلاً جديداً من فصول المسرحية على حساب التأجيج في المنطقة وضرب مصالح العديد من الدول بسبب ذلك.

وفي خضم هذه المعطيات بات على الدول العربية عامة، ودول الخليج خاصة، أن يفيقوا من سباتهم وينحوا خلافاتهم جانباً بعيداً عن أي مصالح آنية، فالواجب والأجدر التعامل بذكاء وبراغماتية مع هذه التطورات بالمنطقة، وحلحلة قضاياها الداخلية، وخارجياً فتح مختلف ابواب العلاقات والمصالح إلى جهة الشرق، بعد أن أثبت معسكر الغرب فشله وعدم صلاحيته ومواءمته مع دول المنطقة في ظل خلافات تجارية واقتصادية تعصف بدول معسكر الغرب ذاته، والخلاف السياسي الذي يزداد فيما بينهم، وليس أدل على ذلك سوى تداعيات الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي مع ايران على دول أوروبا.


تعليقات

اكتب تعليقك