عندما يلتبس الحق بالباطل..يكتب ناصر المطيري
زاوية الكتابكتب ناصر المطيري يوليو 24, 2018, 11:13 م 1521 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية- عندما يلتبس الحق بالباطل
ناصر المطيري
كل قضية تثور اعلاميا في الساحة الكويتية يتم تضخيمها وتأجيجها حتى تشغل الرأي العام بالجدل والنقاش وتبادل الاتهامات والتراشق بالألفاظ الجارحة والتنابز بالعيوب والخوض في المسائل الشخصية والأعراض بلا حياء، فتتشاحن النفوس وتتباعد القلوب.
من الظواهر الغريبة أنه عندما يثار نقاش علمي بين شخصين بأسلوب حواري يتبادل فيه الطرفان الحجج ويختلفان برحابة صدر نجد أنه سرعان مايتدخل المؤججون وصانعو الفتن ليسكبوا الزيت على النار ليتحول الأمر من حوار راق بين شخصين الى جدل اجتماعي يتجاذب فيه الجانبان أطراف الخصومة حيث تتعرى القيم فتبدو سوأة أخلاق المجتمع بكل أسف.
سرعان ماينقسم الناس الى فريقين متخاصمين ازاء قضية سياسية أودينية «وكل حزب بما لديهم فرحون»، لماذا نحن ندور في دوامة جدل لا نكاد ننفك منها؟ كل شيء وكل أمر مهما كان بسيطا أو معقدا بات مثيرا لجدل ومراء وخصومة في هذا البلد، لم يعد أحد يطيق أحداً، الصدور ضاقت عن استيعاب أو تفهم الآخر، اختفى الحلم من قاموس حياتنا.
أصبحنا جماعات وكتلاً، جمعيات وناشطين، أحراراً ومنبطحين، معارضة وموالين، فاسدين ومصلحين، ضاعت المعايير تاهت الخطى. واصبحت الفتنة سائدة، التبس الحق بالباطل، تُرى لماذا وما السبب ومن المسؤول؟
المشكلة ان ظاهرة الجدل المتفشية في البلد ليس لها رأس ولانعرف لها منبعاً لا ندري هل هي بالفعل ظاهرة أو مرض أم هي فتنة أم عقوبة؟ نحتاج كثيرا من الصمت المتعقل قليلا من ثرثرة الجدل والخصام الاجتماعي، ويحضرني هنا أبيات حكمة بليغة للشافعي رحمه الله يقول فيها:
قالوا سكتَّ وقد خوصمتَ قلتُ لهم
ان الجوابَ لِبَابِ الشَّرِّ مفتاحُ
والصمت عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرفٌ
وفيه أيضاً لصون العرض اصلاحُ
أما ترى الُأسْدَ تُخشى وهي صامتةٌ
والكلب يخشى لعمري وهو نباحُ
تعليقات