إنها أكبر مما تتخيلون!.. يتحدث ضاري الشريدة عن الشهادات المزورة
زاوية الكتابكتب ضاري الشريدة يوليو 21, 2018, 11:02 م 1286 مشاهدات 0
الراي
حديث القلم- إنها أكبر مما تتخيلون!
ضاري الشريدة
عاصفة الشهادات المزورة التي أثيرت أخيراً، ليست جديدة، وقد أثيرت في السابق ولكن بطرق مختلفة وبتفاعل شعبي وحكومي أقل، وأنا على يقين بأن القضية أكبر من مجرد 1000 أو 2000 شخص، قد حصلوا على شهاداتهم بالتزوير. فهناك من زور شهادته من دون أي عناء سوى العناء المادي. وهناك من تكبد عناء السفر فعلا، ولكنه كان يقيم في فنادق 5 نجوم، وتأتيه الاختبارات جاهزة بإجاباتها ليضع عليها اسمه فقط... إنها الحقيقة المرة التي رغم إثارتها في السابق، إلا أنها ظلت حاضرة من دون استجابة أو رغبة حقيقية لكبحها وردعها.
تتعدد أشكال التزوير وتتفرع، وتتراكم عليها العديد من الآثار الإدارية والمالية والوظيفية بمرور السنوات، فالحصول على مؤهل من دون أي جهد هو تزوير. والحصول على شهادة من جامعة لا يمكنك النجاح في اختباراتها إلا بالرشوة هو تزوير. والحصول على مؤهلات من جامعات سيئة ذات مستويات هابطة، ثم تأتي الكويت لتنافس الغير ممن اجتهد وسهر ودرس بكل جدية في جامعات لها سمعتها المحترمة، فتنافسهم في الوظائف والأرزاق هو تزوير. حتى التعيين العشوائي والتعيين حسب العلاقات الانتخابية والاجتماعية لمن هم دون المستوى، هو تزوير أيضا!
العدد كبير جدا، وقد يكون المزور يجلس بيننا في الديوانية أو في أي تجمع عائلي ونحن لا نعلم، لأن من لجأ إلى هذا الأمر، قادر على الكذب وإيهامك بأن الموضوع قد كلفه الكثير من الوقت والجهد، وقد يكون مضى على تزويره سنوات عدة، وهو اليوم في موقع قيادي ويتلاعب في مصائر مرؤوسيه، أو يتخبط في اتخاذ بعض القرارات الإدارية، لأن شخصا كهذا لا يجب أن يكون بين الناس، ومكانه المناسب هو السجن المركزي فقط، فمن يزور مؤهله الدراسي لن يكون مواطنا صالحا مهما تظاهر بذلك.
الآن يفترض أن يكون هناك تنسيق بين ديوان الخدمة المدنية ووزارة التعليم العالي وحتى التأمينات الاجتماعية، من أجل التحقق من جميع الشهادات وكشف حجم التلاعب للرأي العام، ومن ثم إحالة الموضوع للنيابة العامة من أجل استرداد جميع المبالغ غير المستحقة، التي حصلوا عليها كرواتب وامتيازات طوال فترة وجودهم في وظائفهم، ومن ثم إيداعهم السجن المركزي.
مخافة الله هي السور الأول الذي يعصمك من الوقوع في الزلل، واحترام القانون هو سورك الثاني الذي يفترض أنه ينضم شؤون المجتمع ويحميه، أما إذا تخليت عن إحداهما أو كلاهما فإنك ستقع حتما في الأخطاء، وقد يكلفك ذلك ثمناً باهظاً!
وخزة القلم:
أخشى أن يحاسب المزورين، ومن ثم يأتي بعض الساقطين أمثالهم ليطالبوا بالعفو عنهم بحجة عدم قطع أرزاقهم... كل شيء وارد!
تعليقات