روسيا: محادثات مع أوكرانيا لتجنب "حرب الغاز"

الاقتصاد الآن

626 مشاهدات 0


التقى مسؤولون من موسكو وكييف اليوم الثلاثاء في برلين لإجراء محادثات بوساطة الاتحاد الأوروبي حول شحنات الغاز الروسي المستقبلية عبر أوكرانيا، التي تخشى كييف قطعها بسبب خط جديد لنقل الغاز.

وتشعر أوكرانيا بالقلق من أن خط "نورث ستريم 2" الذي سيمر في بحر البلطيق من روسيا إلى ألمانيا ويلتف عليها جغرافياً، سيتركها في عزلة سياسية ويحرمها من رسوم نقل الغاز المهمة لميزانيتها.

وتدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الخلاف وقال إن "خط الأنابيب سيجعل ألمانيا أسيرة روسيا"، متعهداً بأن تنافس الولايات المتحدة أوروبا بشحنات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال.

وتعتزم غازبروم، التي خفضت إلى حد كبير كميات الغاز التي تصدرها عبر أوكرانيا على خلفية الخلاف بين البلدين منذ ضم موسكو القرم في 2014 واندلاع النزاع في شرق أوكرانيا، خفض هذه الكميات بشكل أكبر بعد بناء أنبوبي الغاز اللذين سيلتفان على أوكرانيا، وهما "توركيش ستريم" الذي سيمد أوروبا بالغاز عبر تركيا، ونورث ستريم 2 الذي تأمل المجموعة أن يبدأ عمله بنهاية 2019.

ويهدف مشروع "نورث ستريم 2" البالغ طوله حوالي 1200 كيلومتراً، إلى مضاعفة قدرات خط "نورث ستريم 1" ونقل المزيد من الغاز مباشرة إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق، ويُهدد "توركيش ستريم" المقرر الانتهاء من العمل فيه في أواخر 2019، بتقليل الدور التقليدي لأوكرانيا بوصفها البوابة الرئيسية للغاز الروسي إلى أوروبا.

وأثارت خطط "نورث ستريم2" مخاوف الاتحاد الأوروبي وخاصةً أوروبا الشرقية، من الاعتماد المفرط على الغاز الروسي اليي يمكن أن يُستخدم للضغط السياسي، وفي الخلافات السابقة أغلقت الإمدادات الروسية من الغاز إلى الأسواق الأوروبية مؤقتاً في 2006 و2009 وأحياناً في منتصف فصل الشتاء.

ويشارك في مجادثات برلين وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، ووزير الخارجية الأوكراني بافلو كليمكين، ونائب رئيس المفوضية الأوروبية لشؤون الطاقة السلوفاكي ماروس سيفكوفيتش، إضافةً إلى مدراء تنفيذيين من غازبروم ونظيرتها الأوكرانية نافتوغاز.

وقال سيفكوفيتش "الوقت ينفد ونهاية 2019 أصبحت قريبة، ونحتاج إجابة على هذا السؤال، هل سنتوصل إلى اتفاق جيد في الأول من يناير(كانون الثاني) 2020 لنقل الغاز عبر أوكرانيا بشكل مجد تجارياً؟".

وفي الأسبوع الماضي هاجم ترامب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وقال إن "ألمانيا أسيرة لروسيا لأنها تحصل على معظم مواردها من الطاقة من روسيا"، وفي اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي أمس الإثنين، جدد ترامب التأكيد أن الولايات المتحدة، بفضل ازدهار قطاع مصادر الطاقة الصخرية، يمكن أن تنافس في أوروبا ببيع الغاز الطبيعي المسال.

وأضاف: "سيكون ذلك ممكناً إذا حلت غازبروم ونافتوغاز خلافهما حول الغاز في محكمة ستوكهولم".

وتؤكد ألمانيا، أكبر قوة اقتصادية في الاتحاد الأوروبي، أن "نورث ستريم2" مشروع تجاري بحت، وأزالت في مارس(أذار) الماضي آخر العوائق أمام بناء الخط، إلا أنه وبضغط متزايد من الحلفاء الغربيين، أكدت ميركل في أبريل (نيسان) الماضي أهمية عدم عزل أوكرانيا التي يجب أن تواصل دورها المهم في نقل الغاز إلى أوروبا.

ودعا الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو ألمانيا في السابق إلى التخلي عن خطط بناء "نورث ستريم2" وحذر من أن ذلك يرقى إلى مستوى حصار على الاقتصاد والطاقة للبلد الذي يعاني من أزمة.

ويتزايد الطلب الأوروبي على الغاز منذ 2015 لأسباب أهمها انخفاض الإنتاج في هولندا، وتمتلك روسيا، بحقولها الشاسعة للغاز في سيبيريا، أكبر مخزون عالمي من الغاز الطبيعي، والشتاء الماضي زادت غازبروم صادراتها إلى أوروبا إلى مستوى قياسي، بسبب الشتاء القارس.

تعليقات

اكتب تعليقك