ما يجري في البصرة من تصعيد وتوترات قد يكون مرتبا لتصعيد مقصود على الحدود الكويتية.. يحذر محمد المقاطع
زاوية الكتابكتب د. محمد المقاطع يوليو 16, 2018, 10:54 م 4088 مشاهدات 0
القبس
الديوانية- أمن الكويت
د. محمد المقاطع
أحداث المنطقة متحركة، وترتيباتها متوالية، ووتيرتها متسارعة في ظل وضع اقليمي حرج ودولي غير مأمون بالنسبة إلى الكويت، وهو ما يتطلب استعدادات وحذرا وتحركا تسبق الاحداث، إن لم تواكبها على أقل تقدير. إن احداث العراق، وتحديدا ما يجري في البصرة من تصعيد وتوترات على اثر الانتخابات التشريعية التي تفوق فيها مقتدى الصدر على قوائم موالية لإيران، كحزب الدعوة والحشد الشعبي، ليس هو المحرك الوحيد للتصعيد الذي يحدث في الجنوب، وان كان قد اتخذ منها مبررا، فهناك محللون يرصدون تخطيطا إيرانيا قد يكون مرتبا لتصعيد مقصود على الحدود الكويتية، حسب المحللون من خلال توجيه قوات تتشكل من ثلاثة أطراف الجيش النظامي المكون من كوادر حزب الدعوة، وبعض من القوات الإيرانية المتواجدة أصلا بالعراق، إلى جوار بعض قواتها المنسحبة من سوريا، وأخيرا ميليشيات الحشد الشعبي المدعومة من إيران على غرار «حزب الله اللبناني».
ليس هناك مبرر للخوض في تحليلات عديدة بشأن نوايا ومقاصد إيران المحتملة لكونها معروفة، وربما تستخدم هذه القوات في أي لحظة لعمل ما ضد الكويت. والمهم اليوم أن نتعامل مع الاحتمالات المستقبلية بحذر وسرعة وتحرك استباقي دفاعي عن الكويت قبل فوات الآوان، وهو تحرك ينبغي أن يتم على ثلاثة محاور سريعة وفعالة ومتزامنة، أولها دولي من خلال تواجد عسكري بريطاني استكمالا لاتفاق دخل حيّز التنفيذ بشكل بطيء، فيتم تسريع خطواته، وليتم استكمال وجود ما لا يقل عن ٢٥٠٠٠ جندي بريطاني متنوعي القدرات، وأن يتم إعلان الاستنفار والتعبئة العامة بين كل قطاعات القوات العسكرية الكويتية، وعلى وجه الخصوص تنشيط دور عمل الاستخبارات لرصد التحركات التي تتم بجنوب العراق ومراقبتها والتعامل الاحترازي مع احتمالاتها، بما في ذلك طلعات جوية استكشافية، وينبغي أن يتم تجهيز خطة طوارئ مواكبة لكل ذلك من جميع أجهزة الدولة استعدادا لأي طارئ لا يكون بالحسبان، وثالثا تعزيز الأمن الداخلي والتأكد من سلامة الجبهة الداخلية الكويتية، وعدم التسامح مع أي حدث يشكل دعما أو تعاطفا مع إيران أو ما يحدث في الجنوب، وهو ما يتطلب مراقبة حركة الدخول والخروج لإيران والعراق وسوريا ولبنان، حتى لا يحدث خلل داخلي غير محسوب، فأمن الكويت فوق كل الاعتبارات ولا يحتمل المجازفة. ومن هنا، فإن أخذ آراء المحللين والخبراء وتوقعاتهم بالاعتبار وعدم التهاون مع أي طروحات وتسفيهها، فما كان يقال قبل خمس سنوات ان الكويت ستختفي فـ ٢٠٢٠ لم يؤخذ على محمل الجد، ولكن منذ أكثر من سنة كانت تبرز مؤشرات بين الحين والآخر تؤكد مصداقية ذلك التحليل، وأنا أميل إلى بعض التحليلات بأن تغييرا في مجريات الأحداث قد أجل فكرة اختفاء الكويت لبعض سنوات، لكنه احتمال لابد من التعامل معه بجدية، ولعل اتفاق تواجد قوات بريطانية بصورة واضحة، وتعزيز التقارب مع تركيا وأخيرا إقامة شراكة مالية مع الصين هي خطوات إيجابية في استباق الاحداث، لكنها لا تكفي في مواجهة تسارع الأحداث الاقليمية والمحاولة المدروسة الإيرانية لتواجد عسكري إيراني متاخم لحدودنا، سواء مباشر أو بالوكالة من خلال الحشد الشعبي أو غيرها، فما مر علينا من ويلات احتلال الكويت سنة ١٩٩٠، وما تبعها من تهديدات مستمرة إلى اليوم، يحتم علينا عدم التهاون مع التطورات، وأن نكون على أهبة الاستعداد لما هو أسوأ احتمال، فأمن الكويت لا يجوز التهاون فيه.
تعليقات