معظم الإدارات المتخصصة إن لم يكن أغلبها نجد على رأس الهرم بها أشخاص يفتقدون الرؤية.. بوجهة نظر محمد الجلاهمة

الانباء

وجهة نظر-المدير الطاير

محمد الجلاهمة

ربما يتوقف البعض عند عنوان المقال بعض الوقت ويتساءل عن العنوان الغريب ولكن حتما سيخرج القارئ بقناعة بان المدير الطاير الذي أتحدث عنه موجود في اغلب وزارات الدولة او اغلب القطاعات المهمة سواء كانت ادارة عامة او تخصصية او غير ذلك ولا نستثني من تعبير «المدير الطاير» قيادات في وزارة الداخلية.

المدير الطاير هو ذلك الشخص الذي لا يملك مقومات تؤهله لتولي قيادة او ادارة جهات محددة ومع ذلك نجده يأتي انطلاقا من المحسوبية والقبيلة او كما يقولون انه يصنع حول نفسه هالة من المعرفة والخبرة غير المستحقة ويجد نفسه بجرة قلم على هرم جهاز فني وتخصصي، متجاوزا في ذلك كفاءات ذات خبرة ودراية كبيرة بالعمل.

الكثير والكثير من القطاعات يجب ان يكون القائم على إدارتها قد تدرج في مختلف المناصب بحيث لا يمكن للمتسلقين وما أكثرهم فرض طوق حول المدير المنعدم الخبرة وبالتالي الضرر بالمرفق اكثر من الهدف المنشود والذي من اجله عُيّن.

معظم الإدارات المتخصصة ان لم يكن اغلبها نجد انه عُيّن على رأس الهرم بها أشخاص يفتقدون الرؤية والتي هي بالاساس مستمدة من تراكم الخبرات، والإشكالية بالنسبة لهؤلاء انهم يفعلون كل ما يستطيعون بمعاونة المتسلقين لتهميش الخبرات وهذا ينطلق من انعدام خبرتهم وخشيتهم من ان ينكشف امرهم بالقطاع او الادارة العامة.

للأسف معظم وزارات الدولة لا تقدر الخبرات الموجودة لديها وتتجاهل دفعهم الى القيادة ونجدهم يستعينون بهذه النوعية من المديرين الذين في الحقيقة لم يسبق لهم معرفة هذه الادارات التي يهبطون عليها بالبراشوت.

الخبرة وحتى السن القانونية يجب علينا ان نتمسك بهما ونمنحهما الاولوية في القيادة لان الخبرات لا يمكن ان تستورد او تدرس وانما هي نتاج سنوات وسنوات من العمل والتدرج في مواقع مختلفة.

الخبرات التي يجب ان نمنحها الفرصة لن تكون من السهولة اللعب بعقولها بكلمة او بظهور اعلامي لانها بالاساس تعلم قدرات وخبرات كل العاملين وباستطاعة هذه الخبرات توظيف وتسهيل العمل بشكل افضل ومنح الكفاءات فرصتها، لن احدد قطاعات وادارات بعينها ولكن انظروا بتمعن الى اغلب المديرين سنجدهم من الذين جاءوا بالمحسوبية مما سبب تباطؤا وتخبطا واحباطا بإداراتهم، وقربيا سأنشر اسم ادارة منها بالمستندات لكي يعرف الجميع كيف تدار الأمور فيها.