دعوة إلى الارتقاء بمستوى جامعة الكويت.. بقلم حامد الحمود

زاوية الكتاب

كتب د.حامد الحمود 1181 مشاهدات 0

د. حامد الحمود

القبس

دعوة إلى الارتقاء بمستوى جامعة الكويت

د. حامد الحمود


هناك شعور عام بأن مستوى جامعة الكويت قد تدهور في السنوات الأخيرة. لكن مع ذلك لم يتوقع أن يكون التدهور إلى أن يصل ترتيب الجامعة في أحد أهم ثلاثة من مقاييس التصنيفات الدولية وهو الـQ. S. إلى ما يزيد على 800. وللمقارنة مع جامعة في منطقتنا، فإن تصنيف جامعة الملك فهد للبترول والمعادن كان 189. هذا في الوقت الذي كانت جامعة الكويت والملك فهد بنفس المستوى في فترة الثمانينات. والحقيقة أن موضوع تدهور مستوى جامعة الكويت لم يعلن عنه أو يناقش ضمن الجامعة أو من قبل أعضاء الهيئة التدريسية. بمعنى لم يكن هناك غيرة على الجامعة من قبل أهل الجامعة نفسها، وإنما الذي نبه المجتمع الكويتي حول هذه الحقيقة المرة كان الدكتور طارق الدويسان، أستاذ الهندسة الصناعية السابق في جامعة الكويت، والمتخصص في دراسات الجودة والتميز المؤسسي.

قدم لنا الدكتور طارق الدويسان محاضرة على اليوتيوب، ناقش فيها موضوع تدهور مستوى الجامعة بصورة موضوعية وجريئة وبغرض إثارة حوار مخلص يدفع في النهاية إلى تلمس مسارات تؤدي في النهاية إلى الارتقاء بمستوى الجامعة. ولخص أسباب تدهور مستوى الجامعة في التالي:

1 – ضعف القيادات الجامعية المتعاقبة.

2 – ضعف الإنتاج البحثي للأساتذة.

3 – ضعف مستوى التدريس.

4 – تدني مستوى القبول للطلاب.

ورأى أن موضوع ضعف الكثير من القيادات الجامعية راجع إلى أن قرارات الاختيار تكون عادة سياسية. ونبه إلى أن هناك تهافتا على المناصب الإدارية من قبل الأساتذة لمضاعفة رواتبهم مقارنة بالمناصب البحثية والأكاديمية الأخرى. وقد أدى هذا التهافت على المناصب الإدارية إلى خلق مناصب لا معنى لها، مثل مساعدين لنواب مدير الجامعة، ورأى أن يعوض بمناصب فنية لا تأخذ من العاملين في الحقل الأكاديمي أو البحثي. فهناك كثافة عالية من الأساتذة تحولوا إلى العمل الإداري وتركوا التدريس والبحث العلمي، وذلك لأن العمل الإداري يكافأ على حساب التدريس والبحث العلمي. ورأى الدكتور طارق أن قصر القيادات الإدارية والأكاديمية على الكويتيين يعتبر خطأ جسيما والإصرار عليه يفقدنا الاستفادة من خبرات عربية وأجنبية تساهم في ارتقاء الجامعة.

أما في ما يخص أعضاء هيئة التدريس، فكان واضحا في نقده كذلك. فانتقد نظام الجامعة الذي يوفر للأستاذ والكويتي وظيفة مدى الحياة من دون النظر في أدائه ومن دون تقييمه بصورة دورية. ورأى أن الوضع الحالي لا يشجع التنافسية بين أساتذة الجامعة. ففي جامعات العالم يخضع الأستاذ إلى تقييم نشاطه البحثي، وقدراته في التدريس من الزملاء والطلاب، وبناء عليه يقرر مستقبله في الجامعة. فالوضع الحالي حول الأساتذة إلى موظفي دولة يستلمون رواتبهم ومكافآتهم من دون تقييم أو مساءلة.

أما في ما يخص الطلاب، فدعا إلى رفع مستوى القبول، وإلى التأكد من مستوى الطالب في اللغة الإنكليزية التي يظلم من يقبل من دون إجادتها، خصوصاً إذا كان طالبا في العلوم أو الطب أو الهندسة.

إن طرح الدكتور طارق الدويسان نابع من قناعة من أن نبدأ بإصلاحات في التعليم وإن كانت جزئية. وألا ننتظر إلى إصلاح كلي يشمل إصلاح التعليم من الروضة إلى الجامعة. هذا مع قناعتي أن إصلاح التعليم في الكويت يبقى استراتيجية دولة، وهو قرار أكبر من وزير التربية والتعليم العالي، وأكبر من مدير الجامعة. لكن الحوار الذي أطلقه الدكتور الدويسان يمكن أن يكون بداية إلى حوار مجتمعي حول مستوى الجامعة ووضع التعليم. ولا بد من ضم نخبة من أعضاء مجلس الأمة له. فهبوط مستوى الجامعة إلى هذا الحد أمر مخجل، كما أن تجاهل هذا الحوار، إن كان على مستوى الجامعة أو المجتمع أو مجلس الأمة أو مجلس الوزراء، كأنه إعلان ضمني بالرضا.. الرضا عن تدهور الجامعة ومستوى التعليم بشكل عام.

هذا وهناك دعوة لمدير الجامعة الدكتور الفاضل حسين الانصاري ليكون أكثر شفافية في نقاش مستوى الجامعة، وأن يقود إصلاحا إداريا للارتقاء بالجامعة يتضمن اهدافا يمكن قياس مدى تحقيقها سنويا.

تعليقات

اكتب تعليقك