موقف الدول الغربية من الانتخابات التركية أثبتت الأيام أنها لا تتحلى بالمصداقية.. هكذا يرى سلطان الخلف

زاوية الكتاب

كتب سلطان الخلف 3289 مشاهدات 0

سلطان الخلف

الانباء

فكرة- نهنئ الشعب التركي بنظامه الرئاسي الجديد

سلطان الخلف


تركيا اليوم تدخل مرحلة النظام الرئاسي الجديد بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وتثبت للعالم أن شعبها قادر على ممارسة ديموقراطية حقيقية نزيهة ـ قريبا من 90% شاركوا في الانتخابات ـ وتقرير مصيره بنفسه والحؤول دون تدخل قوى الظلام الخارجية التي لا تريد الخير للشعب التركي.

بعد فوزه بالرئاسة وحسمها بالجولة الأولى خلافا للتوقعات المتهورة من المعارضة أصبح أردوغان أول رئيس للجمهورية التركية في نظامها الرئاسي الجديد وسيتمتع بسلطات واسعة تمكنه من دفع تركيا نحو مزيد من التقدم والازدهار فوق ما تشهده اليوم من تقدم وقفزات تنموية واسعة جعلتها في مصاف الدول الرائدة اقتصاديا بل ومتفوقة على بعض دول الاتحاد الأوروبي.

استمعت إلى سيدة تركية تتحدث عن الإنجازات الاقتصادية التي حققها حزب العدالة والتنمية منذ 16 عاما وكيف أثرت على مستواها المعيشي وأفراد عائلتها ونقلتهم من حالة الكفاف إلى الكفاية والتوفير والتمتع بمستوى معيشي لائق وكريم، وكيف كان حالهم أيام عصر الانقلابات العسكرية الفاشستية وضياع أموال الدولة والشعب وانعكاساتها المدمرة على المستوى المعيشي للشعب التركي.

وهذه المرأة تتمتع بحس راق ومتحضر لا يهمها إن كان حزب العدالة والتنمية ذا توجه إسلامي، وما يهمها هو حزب أمين ومخلص، محب لشعبه ووطنه، ويشعر بمعاناته ويكرس جهده وطاقته من أجل أن يعيش مواطنوه بكرامة بعيدا عن حياة البؤس والفقر والوصاية.

وعلى النقيض من موقف هذه السيدة المتفائلة بمستقبل تركيا، هناك من يتمنى فشل التجربة الديموقراطية في تركيا لمواقف نابعة من أيديولوجيا مضادة للهوية الإسلامية التي يتحلى بها حزب العدالة والتنمية المحافظ، أو مواقف انفصالية نابعة من رؤية إثنية ضيقة، وهي مواقف خطيرة ومدمرة لا تصب في مصلحة الدولة التركية التي اكتوت على مدى عقود طويلة ماضية بنار أيديولوجيا علمانية شرقية إقصائية ولا تزال تنزف من حرب الانفصاليين الأكراد الشيوعيين.

أما موقف الدول الغربية فقد أثبتت الأيام أنها دول لا تتحلى بالمصداقية، وتمارس نفاقا سياسيا بصفاقة وإن رفعت شعار الحرية أو حقوق الإنسان أو تباهت بالديموقراطية حيث تبنت موقفا سيئا من الانتخابات التركية وشنت حملة إعلامية مغرضة ضد تحالف الشعب وضد أردوغان وحذرت من عودة الخلافة العثمانية ووصمت الحكومة التركية بالديكتاتورية القمعية، وأجرت وسائل إعلامها لقاءات تعاطفية مع الأكراد الانفصاليين ومع الهاربين من العدالة المتورطين في محاولة الانقلاب الفاشلة من أجل التأثير على الناخب التركي والتشويش عليه.

ومع ذلك جاءت نتيجة الانتخابات مخيبة لآمالهم كما خابت بعد فشل الانقلاب.

وعليهم الآن التسليم بنتيجة الانتخابات والكف عن التدخل بالشأن التركي بعد أن سجل الشعب التركي أهدافا كثيرة في مرمى محاولاتهم اليائسة لعرقلة الديموقراطية التركية.


تعليقات

اكتب تعليقك