خالد الطراح يكتب.. إنه لا يتنكر.. ولكنه يتجمل!
زاوية الكتابكتب خالد الطراح يونيو 30, 2018, 11 م 3784 مشاهدات 0
القبس
من الذاكرة- إنه لا يتنكر.. ولكنه يتجمل!
خالد الطراح
في ليلة النشر المبكر لـ القبس، التي كانت من نصيب مقالي بعنوان «فارس الثقافة.. بين التحقيق والتكريم»، انهالت علي رسائل واتصالات متنوعة حتى صباح اليوم التالي، منها اتصالات مستاءة وأخرى شاكرة، وقد استفدت من تنوعها وتفاوت طبيعتها، والشكر لابد من تسجيله للسيد محمد الجبري، النائب المنتخب، وزير الاعلام، وزير الدولة لشؤون الشباب، ورئيس هيئة الزراعة، صاحب قرار احالة المهندس علي اليوحة، الامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الى التحقيق، في قضية نعتقد أنها لم تكن سليمة وصحيحة قانونياً منذ البداية، خصوصاً عدم صحة الاتهامات التي نسبت الى المهندس علي اليوحة، لذا فقد تردد انه تم حفظ التحقيق قبل ايام، لأن قرار الغاء تشكيل اللجنة، وهو الخيار الاول لن يكون محصنا قانونا، وقد يتسبب بالضرر على الوزير شخصيا.
تسلمت ليلتها من أكثر من طرف تسجيل اليوتيوب للنائب المنتخب الوزير، وهو ما لفت انتباهي، ودفعني إلى الاستفسار من بعض الاصدقاء أصحاب الرسائل عن سبب إرسال هذا التسجيل، وهو في الواقع قديم وليس حديثاً، وقد بلغني أن مقالي أعاد تداول التسجيل، ولا اتفق حقيقة مع التحليل أو النتيجة، التي قد يكون مبالغاً فيها.
لكن ثمة جانباً طريفاً يستدعي تجديد الشكر للأخ الفاضل النائب المنتخب الوزير محمد الجبري، فقد تقاسمت الابتسامة بقدر موجة من الضحك، التي انتابت مقدمة برنامج في إحدى الفضائيات العربية، على ما ورد على لسان السيد الجبري، حين كان نائباً، وهو يقف خلف المنصة الصحافية في مجلس الامة، يعرب بكل ثقة عن بالغ استيائه واعتراضه على أمسية «الفيلسوف جلال الدين الرومي»، على حد تعبير النائب الجبري محدداً ــ مشكوراً ــ المكان والزمان لأمسية جلال الدين «المتوفى في عام 1273 ميلادي»، كما ورد في الخبر التلفزيوني، وهو ما دفع النائب الى تفعيل أدواته الرقابية في الاتصال بوزيري الداخلية والإعلام لوقف إقامة الأمسية امتثالاً للرسالة، التي بلغت النائب، وحفاظاً على «القيم والأخلاق وأفكار تكفيرية»!
تفضل النائب الجبري في وقت لاحق بمنح تصريح لقناة تلفزيونية محلية (الراي) ينفي فيه «اللغط» الذي صاحب مؤتمره الصحافي، بما في ذلك ما تناولته الفضائية العربية، موضحاً انه كان ضد الامسية عن جلال الدين الرومي، ولم يقصد أن الأمسية سيحييها جلال الدين الرومي بشخصه، مقراً بأنه «متوفى من مئات السنين»!
عدت الى التسجيل اكثر من مرة، وهي عملية مرهقة، ساعياً الى التدقيق وإنصاف الاخ النائب والوزير حالياً، خصوصا انه يتربع اليوم على حقيبة الاعلام، ولكني التمس العذر منه شخصياً بأنني لم أتمكن من تقديم نفيه على نص المؤتمر الصحافي.
لذا وجدت أن الأسلوب الأمثل في معالجة مثل هذه الحالات ليس بالتبرير «للغط»، وإنما اللجوء إلى ما يتردد من أمثال بالقول {لا يتنكر ولكنه يتجمَّل}.
بلغني عن أحد الاجتماعات الرسمية، برئاسة الوزير الجبري، منذ فترة، عن سماحته ولطفه في تقبل ما قيل على هامش الاجتماع بخصوص مؤتمره الصحافي عن جلال الدين الرومي، متسائلا: هل فعلا الموضوع منتشر بهذا القدر الواسع؟ فكان الرد من أحد الحضور بأن كل بيت في الكويت يعرف تفاصيل ذلك المؤتمر في التاريخ النيابي والثقافي أيضاً!
كان يفترض تقبل النفي بأنه لا يتنكر ولكنه يتجمل!
سيناريو تقليص وتقييد صلاحيات أمين عام المجلس الوطني يبدو أنه على أبواب مدير عام هيئة الزراعة الشيخ محمد اليوسف، الذي تردد انه على وشك تقديم استقالته أو قدمها فعلياً!
إذا ما صحت المعلومات، فنحن فعلاً أمام صيف سياسي وإعلامي ساخن، حتى لو موجة الغبار كانت كثيفة، فلن تخفي ملامح من يقف وراء قرارات وزارية غير مؤسسة، وهو ما يستدعي الاطلالة من زاوية زراعية!
تعليقات