احذروا عودة الربيع العربي.. محمد سعود البدر محذرا

زاوية الكتاب

كتب محمد سعود البدر 4335 مشاهدات 0

محمد سعود البدر

القبس

احذروا عودة الربيع العربي

محمد سعود البدر


اجتاحت أعاصير ما يسمى بالربيع العربي قبل بضع سنوات بعض أقطار الوطن العربي، وما زالت معاناتها شاخصة للعيان إلى وقتنا الحاضر، حيث خرجت الجماهير مطالبة بإسقاط أنظمتها لاستبدالها بأنظمة جديده يسود فيها العدل والمساواة والديموقراطية، وتتوافر فيها الحياة الحرة الكريمة. ولكن جاءت النتائج مخيبة للآمال، وعلى عكس ما توقعت الجماهير، حيث عمت الفوضى في ديارهم، بل اشتعلت فيها حروب أهلية، وبطشت بعض هذه الأنظمة بشعوبها بالقتل والتشريد والدمار. وتمنت هذه الجماهير لو استمرت الأنظمة القديمة على علاتها لكان خيراً مما أصابها من أوضاع كارثية لا يزال يعيشها وطننا العربي، فعطلت تنميته وبددت ثرواته، وما زال المستقبل غامضاً، حيث يغطي دخان هذه الأعاصير السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية عالمنا العربي كما يشاهده الجميع.

وبهذه النتائج التي خلفها الربيع العربي، الذي سميته في مقال سابق، الترويع العربي، فقد كانت درسا قاسيا للشعوب العربية، التي تفكر في تغيير انظمتها بهذه الطريقة، وعليها اتباع الأساليب السلمية في التفاهم والمحبة لإصلاح انظمتها، وتجنب ما حدث في اوطان الربيع العربي.

وقد ظهرت في الآونة الأخيرة بوادر ومؤشرات قد تكون مشابهة لهذا الربيع في الأردن الشقيق، حيث خرجت بعض التظاهرات مطالبة بإلغاء مشروع فرض ضرائب وارتفاع الاسعار ومطالب اخرى، ولكن عناية الله حفظت هذا القطر الشقيق من تفاقم الأوضاع فيه، وسارعت الحكومة بتقديم استقالتها وتشكيل حكومة جديدة لتهدئة الأوضاع وعلاج هذه الازمة، في بلد يعاني من قلة موارده، ويمر بضائقة اقتصادية ومالية. وقد سارع حكماء الامة بتطويق هذه الأزمة، فبادر خادم الحرمين الشريفين بالدعوة الى عقد قمة رباعية عاجلة في مكة المكرمة، تضم بالإضافة الى المملكة العربية السعودية كلاً من دولة الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية، وقد قررت القمة دعم الأردن بمبلغ مليارين ونصف المليار دولار لحل هذه الازمة وما عليه من التزامات في ظل الظروف والمخاطر التي تحيط به.

نسأل الله العلي القدير ان يحفظ أوطاننا من شرور هذه الأزمات وتسود المحبة والأمن والسلام والاستقرار في ربوعها.. إنه سميع مجيب.

تعليقات

اكتب تعليقك