لا أعتقد بوجود نظام حكم 'أسري' على وجه الأرض، أكثر استقراراً من نظام حكم أسرة آل صباح.. سعد العجمي منتقدا من يحاولون على الأسرة الحاكمة

زاوية الكتاب

كتب 486 مشاهدات 0





هيبة حكم ... لا هيبة دولة؟
سعد العجمي
 
يقول الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا متيران 'لم أرَ شعبا في العالم يتمسك بنظام كان يحكمه، ويطالب بعودة شرعيته مثل هذا الشعب'، ميتران هنا يتحدث عن الشعب الكويتي خلال كارثة الغزو العراقي، يومها أيضا كان للرئيس الفرنسي موقف أكثر تشددا من نظيرته البريطانية تاتشر وبوش الأب برفض المشاركة في أي عملية عسكرية لتحرير الكويت دون تعهد القيادة الكويتية بعودة الحياة الديمقراطية مجددا، وهو الموقف الذي كان له أثر إيجابي على القرارات التي خرج بها مؤتمر جدة الشهير، في ما يتعلق بإعادة العمل بالدستور بعد تعليقه منذ العام 1986.

لا أعتقد بوجود نظام حكم 'أسري' على وجه الأرض، أكثر استقراراً من نظام حكم أسرة آل صباح، فعلاقة الحاكم بالمحكوم هنا استثنائية في كل شيء، والحديث عن تفاصيل وأسباب ذلك سيكون من باب إهدار وقت القارئ.

نقول ذلك بعد أن كثر الحديث أخيرا عن التعدي على هيبة الدولة، والتطاول على الأسرة الحاكمة، وتحميل بعضهم مجلس الأمة، مسؤولية هذه التجاوزات، فيما يقول آخرون: إن شخوصا وناشطين سياسيين وكتّاباً دفعوا باتجاه التشجيع على هذا التوجه عبر النقد اللاذع الذي يصل إلى درجة التجريح على حد وصفهم.

المنطق والعقل يقولان: إن من أراد أن يصحح أوضاعا خاطئة، أو يغير مفاهيم مغلوطة يجب أن يبدأ بنفسه أولا قبل غيره، فإن كانت هناك مثالب داخل محيطه القريب فليقم بعلاجها وتقويمها، حتى يتسنى له إقناع الآخرين بما يدعو إليه.

عملية التطاول على الأسرة الحاكمة أمر مرفوض جملة وتفصيلا وليست من أخلاقيات أهل الكويت، ولكن علينا أن نتساءل هنا، إن كنا منصفين، ألم يسئ أبناء الأسرة إلى بعضهم قبل أن يسيء غيرهم إليهم؟

عودوا بالذاكرة إلى افتتاحيات الصحيفتين إياهما اللتين يرأس تحرير كل منهما اثنان من أبناء الأسرة، وماذا جرى بينهما من سباب وشتائم ونشر غسيل، وتذكروا ماذا حدث بعد خروج الشيخ أحمد العبدالله من الوزارة، ومصطلح 'الحبوب' الذي اشتهر بين اثنان من أبناء الأسرة، واسألوا دواوين أهل الكويت ماذا يقول أبناء عم الشيخ ناصر المحمد عنه أمام العامة وسقط القوم، حتى تدركوا أن أبناء الأسرة الحاكمة كانوا عليها أقسى من نائب صرح هنا، أو كاتب كتب هناك.

وحتى الكتّاب القريبون من السلطة، وهم يمارسون دور أساتذة تعليم المبادئ والأخلاق الحميدة عبر هجومهم على من يدعون أنهم يتطاولون على أفراد الأسرة، نجدهم مارسوا الدور ذاته مع بعض الشيوخ عندما اختلفوا معهم، في ازدواجية تصيبك بالغثيان.

عموما يا سادة، محبة الأسرة الحاكمة مغروسة في قلوب أهل الكويت، وليسوا بحاجة إلى من يعطيهم دروسا فيها، وهيبة نظام الحكم محفوظة ومصونة لدى كل كويتي... أما إذا تحدثنا عن هيبة الدولة بمفهوم الدولة من حكومة ومجلس ووزارات ومؤسسات وما إلى ذلك، فهي مفقودة حتى إشعار آخر، لأن العدالة والمساواة بين المواطنين قد فقدت بسبب ممارسات السلطة، فلجأ كل مواطن إلى قبيلته أو طائفته أو عائلته للحصول على حقوقه، لأننا باختصار لسنا في دولة، بل في وطن اسمه 'الكويت'، والفرق شاسع بين مفهوم الدولة ومفهوم الوطن.

 

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك