في تصعيد جديد ومفاجئ :مصر تدرس ملاحقة نصر الله شخصيا

القاهرة – - في تصعيد جديد ومفاجئ، تدرس نيابة أمن الدولة العليا فى مصر حالياً إمكان ملاحقة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، قضائياً، بعد البلاغ الذي تقدم به المحامي سمير الششتاوي ضد نصر الله يطلب فيه ضم اسمه إلى قائمة المتهمين في القضية المتهم فيها 49 شخصاً بالتخابر مع دولة أجنبية وحيازة أسلحة ومتفجرات والتخطيط لأعمال تخريبية داخل البلاد.

وقال خبراء ان الاتهامات المنسوبة إلى المتهمين فى قضية الانضمام لحزب الله اللبنانى، والمحبوسين حاليا على ذمة التحقيقات التى تجرى معهم بمعرفة نيابة امن الدولة العليا، تصل إلى السجن المشدد المؤبد، خاصة وأنه يأتى فى مقدمة هذه الاتهامات التخابر مع من يعملون لصالح جهة أجنبية (حزب الله اللبنانى) بهدف القيام بأعمال إرهاب داخل الأراضى المصرية..
وكذلك الانضمام لجماعة غير مشروعة كان الارهاب من الوسائل التى تستخدم فى تحقيق أغراضهم، وحيازة مفرقعات والتزوير فى الأوراق الرسمية جوازات سفرهم.

وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط أن نيابة أمن الدولة العليا التى تباشر التحقيق مع المتهمين تختص أيضا بعملية تجديد حبسهم على ذمة القضية، خاصة وأن الجرائم المنسوبة اليهم تتعلق بالارهاب.

واعترف المتهمون فى تحقيقات النيابة بان عناصرهم القيادية كانت تتردد على مصر بتكليف من حزب الله لتشكيل فرع لهم فى مصر يتولى القيام بتجنيد عناصر موالية للحزب فى مصر للترويج لفكره ومبادئه، وكذلك رصد المترددين الاسرائيليين فى بعض مناطق سيناء خاصة نويبع، واعداد عبوات ناسفة وأحزمة تفجير تمهيدا لاستخدامها فى عمليات ارهابية.

واعترف بعض المتهمين بدخولهم إلى مصر بجوازات سفر مزورة لا تحمل أسماءهم الحقيقية، وبأنهم سافروا إلى السودان بحثا عن مهربين سودانيين وأفارقة لمساعدتهم فى تهريب بعض كوادرهم إلى قطاع غزة.
 
واعترف بعض المتهمين فى التحقيقات بتلقيهم لتدريبات عسكرية على يد عناصر حزب الله فى لبنان والتى شملت كذلك فلسطينيين من المقيمين بالمخيمات الفلسطينية.

وكانت التحقيقات الأولية كشفت عن ان تحركات تنظيم حزب الله، كانت تتم بين مدن مصرية ولبنان والأراضي الفلسطينية والسودانية وان المتهم الأول في القضية محمد يوسف منصور، واسمه الحركي سامي هاني شهاب، قال أنه كلف من قيادات حزب الله تكوين ما أسماه 'مكتب مصر'، وأن يأتي في اطار تنظيمي يعرف بـ 'وحدة الطوق'، وأن قائده المباشر هو محمد قبلان، كاشفا عن أنه عاش لفترة في مصر.

ونفى شهاب، تماما ان يكون هدف مكتب مصر 'مذهبيا'، وقال: أردنا مراقبة الاسرائيليين، وتهريب ذخيرة وأسلحة ومقاتلين للأراضي الفلسطينية.

وكشف المتهم الثاني في القضية ناصر خليل ابوعمرة - فلسطيني الجنسية ويطلق عليه أبو مسعود - عن ان هذا التنظيم يمارس نشاطه داخل مصر منذ العام 2000، تحت اشراف احد ضباط استخبارات حزب الله، ويدعى سعيد، مؤكدا ان هذا اسمه الحركي، ولا يعرف اسمه الحقيقي.

تصريحات وزير الخارجية

من جانبه  أكد وزير الخارجية أحمد أبو الغيط أن إيران 'استخدمت حزب الله للتواجد في الأرض المصرية' ، مشيرا إلى أن تقرير النائب العام حول خلية حزب الله سيكشف 'حجم الاختراق الإجرامي' في مصر.

وقال إن 'حزب الله كشف منذ أعوام عدة عن وجه تابع بالكامل للسياسات الإيرانية' ، وأضاف تعليقا على الذين يهاجمون مصر أو ينتقدونها في هذه القضية ، 'أتمنى أن أكون في الوضع الذي أرى فيه وجوههم عندما تسقط شفاههم السفلى من حجم الدهشة لما سوف يتضمنه تقرير النائب العام المصري من اتهامات'!

وقال أبو الغيط في حديث إلى صحيفة 'الشرق الأوسط' إن 'الأيام أثبتت (...) أن إيران استخدمت حزب الله لكي تتواجد على الأرض المصرية وتقول للمصريين نحن هنا'.

وأضاف أن 'تواجد إيران في صورة حزب الله على شاطيء البحر المتوسط رسالة واضحة للعالم الغربي ولإسرائيل ولمصر ولكل العرب (مفادها) نحن هنا وسنؤثر في مصالحكم'.

وقال إن 'حزب الله كشف منذ أعوام عدة عن وجه تابع بالكامل للسياسات الإيرانية' ، وأضاف تعليقا على الذين يهاجمون مصر أو ينتقدونها في هذه القضية ، 'أتمنى أن أكون في الوضع الذي أرى فيه وجوههم عندما تسقط شفاههم السفلى من حجم الدهشة لما سوف يتضمنه تقرير النائب العام المصري من اتهامات'!

وأشار إلى أن 'الاتهامات لا يمكن أن توجه إلا بتوثيق ، ومصر لديها التوثيق'.

وأضاف 'نقول لجميع الذين يدافعون عن ادعاء الحق المطلق في الإمداد للمقاومة عندما تكتشفون حجم الاختراق الإجرامي على الأرض المصرية ، آمل أن تعقلوا وتفكروا'.

وانتقد الوزير الذين 'يضعون القضية الفلسطينية وحق المقاومة الفلسطينية في درجة أعلى من حق مصر في السيادة على أراضيها وفي الدفاع عن مصالحها'.

وسأل الوزير قائلا : 'هل واقع الأمور يعطي الحق باستخدام الأراضي الإيرانية بالسلاح والذخيرة والتخزين والأموال (..) وصولا إلى أفغانستان' للذين يسعون إلى 'مقاومة التواجد الأطلنطي في افغانستان'؟!

واعتبر أن إيران تهدف إلى أن تزيد من قدرة تأثيرها 'في اتجاه الإقليم العربي والخليج وأيضا في اتجاه أفغانستان ، أي أن تقول نحن الثورة وحان الوقت كي ننطلق في الثورة الدائمة التي تعطلت ثلاثين عاما'.

سرور: الحزب لم يفتح جبهة ضد اسرائيل

وأكد الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب أن شعب مصر لا يقبل أبدا المساس بسيادة بلاده ، ولا أن يكون جزءا من الفوضى الإقليمية التى يحاول البعض زج مصر فيها.

وقال سرور - فى بيان ألقاه أمام جلسة مجلس الشعب الثلاثاء حول إلقاء القبض على تنظيم تابع لحزب الله - : 'إن مصر تعرف كيف تدير شئونها باليقظة والاستعداد ، وترفض أى تدخل فى شئونها أو المساس بسيادتها'.

وأكد رئيس مجلس الشعب أن ما أقدم عليه حزب الله اللبنانى يعد عملا من أعمال التخريب ، وعملا إجراميا ينطبق عليه قانون العقوبات.

وأكد أن إعتراف نصرالله حرفيا بعضوية المقبوض عليهم فى حزب الله وأنهم كانوا يساعدون المقاومة الفلسطينية ، يعد دليلا على ضلوع الحزب فى هذه المؤامرة ، مشيرا إلى بيان نصر الله إبان أحداث غزة الذى حرض فيه على إثارة الفتن داخل مصر.

وقال سرور : 'لقد كان لحزب الله فرصة لا تعوض ، وهى فتح جبهة لبنان الجنوبية أثناء العدوان ، ولكنه أبى ، بل أنكر أنه قد أطلق الصواريخ التى قيل أنها أطلقت من جنوب لبنان أيام الحرب على غزة'.

واضاف : 'إن كانت حكومة لبنان لا تستطيع أن تتحرك أمام حزب الله لسبب أو لآخر بسبب التركيبة السياسية بداخلها ، فلا يجوز لهذا الحزب أن يجعل من الأراضى المصرية امتدادا لعملياته أو تحت سطوته' ، مؤكدا أن مصر لم تقبل أن تدور فى فلك الآخرين أو أن يقرر أحد نيابة عنها أولويات توجهاتها القومية ، حيث اختارت مصر وشعبها طريقها المستقيم الذى لا عوج فيه.

ادانة برلمانية

وأدانت لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس الشعب ، بشدة ، مخطط حزب الله الشيعى اللبنانى فى مصر والذى يهدف إلى النيل من أمن وسلامة مصر ودورها الريادى بالمنطقة.

وأكد النواب على رفضهم الكامل لأى تهديد للأمن المصرى ، وأعلنوا إدانتهم للتدخل السافر لحزب الله فى الشئون الداخلية لمصر .