هل نحتفل يوما بعيد الأمن في الخليج ؟

عربي و دولي

في ذكرى اليوم الوطني للتنمية النووية الإيرانية:العودة إلى حافة الهاوية

761 مشاهدات 0


في إيران تنقسم الأعياد الى أنواع منها  القومية والدينية والمذهبية، ويشترك إخواننا الإيرانيون معنا في عيدي الفطر ثم الأضحى،كما يشتركون معنا كشيعة في أعياد مذهبية مثل عيد الغدير ، اما الاعياد القومية التي تعود الى جذور فارسية فتضم  نوروز وهو أهم الأعياد في إيران وأطولها، وهناك عيد شم النسيم  و الأربعاء الحمراء (جارشنبه سوري) و قد يصادف عيد الاربعاء الحمراء 1 أو 2 أو 6 نيسان ولكن يجب ان يكون في أول يوم اربعاء من شهر نيسان. وفي 9 نيسان من 2007م تجمع في  طهران عدد كبير من الطلبه وأساتذة الجامعات الإيرانية امام مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية لإعلان دعمهم لامتلاك ايران للتكنولوجيا النوويه السلميه وذلك بالتزامن مع اليوم الوطني للتقنيه النوويه.     

 


وهكذا نرى ان حكومة طهران تقوم بأدلجة القضية النووية رغم أنها مشروع اقتصادي يهدف إلى توفير الطاقة لايران وتحويل العائدات النفطية الى مشاريع تنموية بدل هدرها في شراء وقود المحطات والبنزين الذي تستورد إيران 60% من حاجتها منه  . لقد  واطلق المجتمعون في ذلك النهار  شعارات تؤكد حق الشعب الإيراني في امتلاك الطاقة النووية وحذروا الدول الكبري من ايجاد عراقيل أمام استخدام ايران للطاقة النووية.


 

في يوم الخميس الماضي تحدث الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد عن انجازين إيرانيين مهمين في مجال الطاقة النووية لكنه لم يذكر تطورين في نفس السياق هما اكثر أهمية مما تحدث عنه . فقد قال في كلمة خلال احتفال بمناسبة الذكرى الثالثة لليوم الوطني للتنمية النووية في أصفهان، 'إن إيران حققت إنجازين مهمين في مجال الصناعة النووية، الإنجاز الأول هو إنتاج وإعداد الوقود النووي لضخه في المحطات النووية، والإنجاز الثاني هو اختبار جهازين جديدين للطرد المركزي بطاقة تبلغ أضعاف الأجهزة السابقة' ولم ينسى ان يقول إن جميع محاولات الأعداء لعرقلة تقدم إيران في مجال التقنية النووية باءت بالفشل .

التطوران المهمان اللذين لم يتحدث عنهما نجاد هما  رفض إيران العرض الذي تقدمت به مجموعة الخمسة زائد واحد  وهي الدول دائما العضوية  في مجلس الأمن بالإضافة الى ألمانيا  بحضور مباشر من الولايات المتحدة وهو القيام بعمليات تفتيش مفاجئة لبرنامج  ايران النووى،مما يعني فشل محاولات الرئيس الاميركي باراك اوباما Barack Obama في خلق فرصة للحوار المباشر مع طهران،وهذا يعني  اغلاق باب التهدئة بين الطرفين . وهو أمر دفع بالإسرائيليين الى التهليل فرحا بهذا التطور. بل أنه قد دفع بالرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز Shimon Peres الى التصريح للإذاعة الإسرائيلية يوم أمس  الاحد 12 مارس بأن فشل مبادرة أوباما لوقف الطموح النووي الايراني تعني الحرب ،حيث قال بالحرف الواحد سوف نضربه   'We'll strike him'  مشيرا إلى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد منكر ما يسمى بالمحرقة النازية  Holocaust  الذي لم تشهد إسرائيل له مثيلا في العداء منذ الرئيس جمال عبد الناصر ودعوته بإلقائهم في البحر .
التطور الأخر هو عزم البرلمان الايرانى  القيام بدور رئيسي فى المفاوضات النووية المستقبلية للبلاد، حيث تعهد رئيس البرلمان على لاريجانى يوم امس  الاحد ان المشرعين سوف يشرفون  على هذه المحادثات.
ويعني مرور قضية الطموح النووي من خلال البرلمان الشكر  للرئيس محمود احمدي  نجاد   لمقاومته الضغوط الغربية ،كما يعني حماية هذه الانجازات حتى ولو فشل نجاد في الاحتفاظ بمنصبه في الانتخابات القادمة .
كما صاحب هذه التطورات  تطور آخر لايقل أهمية عنها ، فقد نقلت  وكالات الأنباء  يوم السبت الماضي كلمة ألقاها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف Sergei Lavrov أمام برلمان بلاده وقال فيها ان العلاقات مع ايران تتوسع  وتسير بشكل لم تصله من قبل ، مقللا من تهمة 'الغموض' التي يصف بها الغرب المشروع النووي الإيراني ، وأن ايران قادرة على ازالة هذا الغموض والعمل كعضو فاعل ضمن اتفاقية حضر انتشار الأسلحة النووية
 NPT  Non-Proliferation Treaty 
 
في إيران هناك  عيد انتصار الثورة الإسلامية  ويوم إختيار النظام الإسلامي الجمهوري ويوم النظام السياسي ويوم ذكرى وفاة الامام الخميني فهل نشهد قريبا ذكرى تخلي جمهورية إيران الإسلامية  عن طموحها في السلاح النووي معاهدين إخوتنا في طهران على الاحتفال معهم بهذه الذكرى تحت مسمى 'يوم الأمن في الخليج '.

د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك