الجفاف يهدد ثروة موريتانيا الحيوانية ويدفع سكان الريف إلى المدن

عربي و دولي

608 مشاهدات 0


تشهد أنحاء واسعة من موريتانيا هذا العام، موجة جفاف، هي الأكثر حدة خلال السنوات الأخيرة، وذلك بفعل شح الأمطار في موسم الخريف الماضي.

وتسبب شح الأمطار، في نقص شديد بالمساحات الرعوية، واتساع دائرة التصحر في البلاد، التي تعاني أصلا من التصحر وانحسار الغابات والغطاء النباتي.

وقال منمون (مشرفون على تربية المواشي) للأناضول، إن ثروة البلاد الحيوانية باتت مهددة بشكل كبير، وإن الآلاف من رؤوس المواشي نفقت بسبب الجفاف، وآلاف أخرى مهددة بالنفوق إذا لم تتدخل الدولة سريعا لتوفير الأعلاف.

وتسببت موجة الجفاف التي تشهدها البلاد هذا العام، في هجرة كبيرة لسكان القرى والأرياف، نحو المدن الرئيسية، بحثا عن فرص عمل وعن مساعدات حكومية، بعد أن أضحت الزراعة غير مجدية لنقص المياه.

فيما هاجر العديد من ملاك الماشية إلى دول الجوار، خصوصا مالي والسنغال، بحثا عن مناطق رعي، غير أن آخرين فضلوا البقاء في مضاربهم.

وفي هذا الصدد، قال سكان محليون للأناضول، إن مناطق شرق ووسط البلاد، هي الأكثر تضررا من موجة الجفاف هذه.

** انتقادات للحكومة

ووجه منمون في البلاد، انتقادات حادة لما أسموه 'غياب الحكومة' عن تقديم الدعم لهم، ومساعدتهم في توفير أعلاف لمواشيهم.

فيما دقت أحزاب ومنظمات محلية ناقوس الخطر، محذرة من مجاعة في البلاد بسبب الجفاف.

وقال البو ولد عيني، (أحد المنمين من ولاية تكانت وسط البلاد)، إن الجفاف قضى على مئات من قطعان الماشية في الولاية، وإن ما تبقى من مواشٍ مهدد، إذا لم تتوفر الأعلاف بأسعار في متناول الفقراء.

وأضاف في حديث للأناضول: 'أسعار الأعلاف مرتفعة، يجب على الدولة أن تساعدنا لتجاوز هذه الظروف الصعبة التي نمر بها، مواشينا مهددة بالنفوق، لم نعد نملك ما نستطع أن نشتري به الأعلاف'.

أما محمد ولد سيد أحمد (أحد مربي الماشية من ولاية اترارزه غرب البلاد)، فأشار في حديث للأناضول، إلى أن غياب الدعم الحكومي فاقم من معاناة سكان الريف.

وأضاف: 'هذه السنة هي الأصعب على المنمين، لا نملك مالا لشراء الأعلاف.. دوابنا أصبحت هزيلة غير قابلة للبيع حتى نوفر العلف'.

أما سيداتي ولد باب (أحد مربي الماشية بولاية الحوض الغربي، شرقي البلاد)، فقال للأناضول، إن مناطق الشرق الموريتاني تشهد موجة جفاف غير مسبوقة، وإن المنطقة التي تعد خزان ثروة البلاد الحيوانية باتت قفراء وتحولت إلى مناطق متصحرة خالية تماما من الغطاء النباتي.

وأشار إلى أن المساعدات التي تقدمها الحكومة في هذه المناطق محدودة، ولا تتناسب وحجم معاناة السكان.

** خطية حكومية

وأمام الانتقادات الموجهة لها، أعلنت الحكومة إلى أنها انتبهت مبكرا للآثار الناتجة عن شح الأمطار هذا العام، وأنها اتخذت كل الإجراءات للحد من آثار الجفاف.

وقال الناطق باسم الحكومة، محمد الأمين ولد الشيخ في 26 إبريل/نيسان الماضي، إن الوضع في البلاد، ليس قاتما، وإن السلطات وزعت خلال الأشهر الماضية 20 ألف طن من الأعلاف على المنمين.

وأضاف: 'الأشهر القادمة ستشهد المزيد من توزيع هذه الأعلاف والمواد المرصودة لمواجهة شح الأمطار وأثرها على المنمين'.

وتقول الحكومة، إنها خصصت مبلغ 160 مليون دولار، في إطار برنامج استعجالي للتصدي لآثار الجفاف.

وتقدر الثروة الحيوانية في موريتانيا بأكثر من 22 مليون رأس، وفق أرقام رسمية لوزارة الاقتصاد والمالية.

وتمتلك البلاد 1.4 مليون رأس من الإبل، و1.8 مليون رأس من الأبقار، و19.3 مليون رأس من المجترات الصغيرة (الماعز والضأن).

ووفق أرقام الحكومة، تتزايد هذه الثروة بشكل مستمر بنسبة تفوق 3.5 بالمائة سنويا.

 

الآن - وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك