الإستجواب كـ غيره ..! - يكتب عبدالله صالح السبيعي

الإستجواب كـ غيره ..! هذا ما قاله سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك كـ أول تعليق له على الإستجواب المقدم من النائب المحترم حمدان العازمي والمُكون من ستة محاور ، حيث أكد بأنه سيتعامل مع الاستجواب كما تعامل مع غيره من الاستجوابات السابقة ، وردة الفعل الهادئة هذه للشيخ جابر المبارك تحمل في طياتها ثقة كبيرة على المواجهة والتفنيد وتجاوز الإستجواب بعيداً عن الاستهانة به ، فالشيخ جابر المبارك تميز بالمحافظة على العلاقة الجيدة بين السلطتين مما حقق نوعاً من الإستقرار السياسي في البلد ، حتى أن تعليق سموه على الإستجواب لم يكن انفعالياً ولا استفزازياً بل هادئاً رزيناً كما هي عادته طوال مسيرته السياسية الحافلة بالإنجازات الملموسة التي تشهدها الكويت .

فلا شك أن الإستجواب حق دستوري للنائب لا ينازعه عليه أحد ، و بالرغم من ان اسلوب التصادم غير المبرر قد فقد فاعليته منذ زمن ، وما نلاحظة في إستجواب النائب حمدان العازمي بعد قراءة محاوره الستة هو التعمد بالقفز بأداة الإستجواب مباشرةً إلى رئيس الحكومة و تجاهل استخدامها ضد الوزراء ذوي العلاقة ، كما أنه كان من الواضح أن معطيات الإستجواب الاولى هي عدم الرضا عن توزيع دوائر البلدي فقط ، ولكن هذه القضية بدأت بشكل مفاجيء بالتكاثر وخلط الأوراق عبر اقحام عدة قضايا كبرى عالقة منذ عقود وحتى قبل تولي الشيخ جابر المبارك منصب رئاسة الوزراء مثل قضايا غير محددي الجنسية أو قضايا أخرى عاصرها النائب حمدان العازمي (( ولم ينبس ببنت شفه )) حولها في وقتها ولكن تم اقحامها في صحيفة الإستجواب لخلط الأوراق و توسيع الدائرة على طريقة (( من كل قبيلة رجل )) !

إن استخدام أداة الاستجواب لزيادة الرصيد الشعبي دون اكتراث بأهمية العلاقة بين السلطتين اسلوب عفى عليه الزمن ولم يعد مفيد ، فالمواطن واعي ومدرك جداً لكل ما يحدث ويهتم بما قدمه النائب خلال فترة تمثيله للأمة من سـن قوانين ومقترحات تفيد الأمة بعيداً عن العنتريات والتأزيم وضياع وقت المجلس وفي الأخير ستبقى الكلمة الفصل لنواب الأمة في هذا الاستجواب المفاجيء بكل ما يحمله من خلط للأوراق وسيتم التعامل معه كغيره من الاستجوابات ولا شك لدي أن للشيخ جابر المبارك القدرة على اقناع النواب وتجاوز الإستجواب بسلام عبر ردوده المقنعه وتفنيده له ، وإن غداً لناظره قريب 

عبدالله صالح السبيعي

Twitter: @a_bosaleh