محاربة الفساد تبدأ من محاربة بيع وسائل الغش التي تعرض في الأماكن العامة وفي وسائل التواصل الاجتماعي.. برأي محمد السداني

زاوية الكتاب

كتب 515 مشاهدات 0

محمد السداني

الراي

سدانيات- «الراقصة والسياسي»

محمد السداني

 

مَنْ تابع هذا الفيلم، سيعرف جيدا كيف تدار الكثير من الأمور السياسية خارج سياقها السياسي، ومن دون أي ممارسات علمية، فقد جسدت نبيلة عبيد، دور الراقصة التي تربطها علاقة عاطفية، مع صلاح قابيل، السياسي المعروف، وتنتهي بالابتزاز والمساومات بين الطرفين، وتنتهي أيضا بأن تكون الراقصة من النخب الاجتماعية ويقصدها الكثير من المسؤولين.

لقد تذكرت هذه الصورة، فقط لكي أوضح أنَّ القصة من الممكن أن تكون حقيقية، ومن الممكن أن تكون خيالية والتي في كل الحالات ستكون مثالاً ثابتاً في أذهان المصريين والعرب عن الصورة النمطية لهذا الثنائي الغريب، فالمجتمعات العربية سريعا ما تتأثر لما تحمله من مشاعر عاطفية عالية وشخصيات عاطفية خيالية حالمة تخدع بأبسط الأشياء، والذي يجرني إلى الإسقاط أيضا على الكويت لأكثر من حالة يتوجب الوقوف عندها لكي نحافظ على كيان هذا المجتمع ولا يظهر لنا مثال غير واقعي مثل «الراقصة والسياسي» ويصبح أصلا وتراثا من التراث المجتمعي.

إنَّ الأحداث الأخيرة التي نشهدها في وسائل التواصل الاجتماعي من ظواهر غريبة لم تكن موجودة في مجتمعاتنا، تستوجب علينا الوقوف والتأمل في مآل هذا المجتمع بعد ظهور تصرفات لم نكن نتوقع أن نراها في أوطاننا، فالعلاقات الشخصية بين الزوجين وحياة الناس الخاصة التي تعرض - صباح مساء - شيء أصبح مع مرور الوقت أمرا عاديا لا يستوجب منا الاستنكار بل انَّ الإرهاب الفكري الذي يطولك إن انتقدت أحدا ممن يمارس مثل هذه التصرفات، يجعلك تخاف أن تتطرق من بعيد أو قريب لهذا الأمر وستوصم إن انتقدته بالرجعية والتخلف والحقد والغيرة.

أنا لا أدعو إلى الوصاية على المجتمع بل أدعو إلى التواصي بما نحمله من أفكار وأخلاق وقيم ومبادئ، فلا يمكن أن تصدق أنَّ إحدى - الفاشينستات- دعت أحدهم إلى بيتها بحضور أهلها وأمام مرأى ومسمع الجميع ومن دون أي تردد، وأخرى تصور كل شاردة وواردة في حياتها من الصباح إلى المساء من دون أن تفوت لقطة من حياتها... وأعتقد أنَّ المقال لن يتسع للتصرفات التي طرأت علينا في المجتمع مع دخول وسائل التواصل الاجتماعي إلى حياتنا.

لكن الأهم في هذا الجانب، ما دور الأفراد في المساعدة على الحفاظ على الهوية الوطنية الكويتية التي تحمل الكثير من القيم والأخلاق والدين والانضباط، إنَّ الأفراد ملزمون بالتواصي في ما بينهم، وأن يفَّعلوا دورهم القيمي والأخلاقي في ما بينهم حبا واحتراما وتقديرا، وألا يسمحوا لأي طارئ على البلد أن يلوث سمعته وأن يسوِّق لعادات وتقاليد ما أنزل الله بها من سلطان.

إنَّ أكثر من يثير مخاوفي، هو أن يمر العُمر سريعا وأجد هؤلاء الجميلات والتافهين في وسائل التواصل الاجتماعي قدوات في المجتمع وأصحاب رأي ولهم قدرة على تحريك الشعب، وأن يتم لقائهم كقادة للرأي وممثلين للمجتمع الكويتي كنخب مجتمعية، فأتمنى ألا نصل إلى هذه المرحلة في حياتنا، أو أتمنى ألا أعيش إلى هذا اليوم.

خارج النص:

أعتقد أنَّ محاربة الفساد تبدأ من محاربة بيع وسائل الغش التي تعرض في الأماكن العامة، وفي وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى أولياء الأمور مثلما يمنعون أبناءهم عن السرق والكبائر من الذنوب، يجب عليهم أن يعلموهم أن - الغش - بمثابة السرقة والزنى والإفساد في الأرض، فلا قيمة لابنك الغشاش وإن صار وزيراً.

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك