الحرب على الاسلام تمر عبر جماعة الاخوان المسلمين.. هكذا يرى مبارك الدويلة
زاوية الكتابكتب إبريل 7, 2018, 11:36 م 1124 مشاهدات 0
القبس
حصاد السنين- المطلوب هو الإسلام وليس «الإخوان»!
مبارك الدويلة
عندما بدأت الحرب على الفكر الاسلامي الرصين وعلى المنهج الاسلامي الوسطي، وما تبع ذلك من قيام بعض دول المنطقة بــ«شيطنة» التيار الاسلامي المعتدل، والمتمثل في جماعة الاخوان المسلمين، وزجّ الآلاف منهم في السجون؛ بتهمة تكوين تنظيم سياسي محظور، وصدرت أحكام بالإعدام لبعض قيادتهم، عندها سلكت بعض دول الخليج مسلكاً جديداً باتباع سياسة القبضة الحديدية تجاه هذا التيار، الذي لم يُعهَد عنه ان سلك مسلكاً جديداً أو دعا الى ما يضر بمصالح هذه الدول! واستمر هذا النهج بالتزايد والتضييق على كل من له علاقة بالتيار، بل تم جرجرة حتى المتعاطفين معه أو أولئك الذين كتبوا في يومٍ ما عنهم! ولعل التصريحات التي تصدر كل يوم من بعض المسؤولين في بعض الدول دليل على أن هذا الموضوع هو الشغل الشاغل لهم، ولذلك نراهم يزجّون بــ«الإخوان» في كل تصريح ومع كل شاردة وواردة!
وبما أن الكويت نأت بنفسها عن هذا المسلك، رغم محاولات البعض لزجها في نتوئه؛ لذلك سنعتبر ما يحدث في بعض هذه الدول شأنا داخليا، وندعو لهم بأن يبصرهم الله بالحق، وبما ينفع البلاد والعباد، كما أننا ندرك أن الحرب الفكرية والاعلامية والأمنية على التيارات المعتدلة ما هي الا مقدمة للحرب على الاسلام وأركانه مستقبلاً، وعندها لن يجد خصوم الدين من يواجههم في الساحة المشبعة أصلاً بالمشاعر ضد التيارات الاسلامية والدعاة الى الله، وسيتم طرح اسلامٍ جديد يسمى الاسلام المعاصر، منسجمٍ مع السلوك والتوجّهات للحياة الغربية، وسيتم تغيير المناهج التربوية والاجتماعية، فلن تسمع مستقبلاً كلمة حياء المرأة ولا يسمح بالمطالبة باحترام العادات والتقاليد، كما لن تشاهد النقاب، وقد يجر معه الحجاب الشرعي للمرأة، كل هذه المظاهر ستكون هدفاً للحملة الكبرى ضد الاسلام كدين عالمي، والهدف الآخر هو ان ينشغل الناس باللهو والترفيه و«الوناسة» عن بناء الانسان العربي والجيل القادم.
اليوم، الهدف المرحلي للحملة الجائرة ضد الاسلام هو قتل الشعور بالانتماء لهذا الدين وما يتبع ذلك من قتل للغيرة على محارمه، لذلك عندما نفّذت أميركا جريمتها بالامس، وقتلت مئات التلاميذ من حفظة القرآن أثناء تسلّمهم شهاداتهم في حفل تخرّجهم لم نسمع من الدول العربية والاسلامية ردات فعل، كنا نراها قبل عشرين عاماً، عندما كان العالم الاسلامي يشتعل من شرقه الى غربه، وبالمقابل عندما قتلت روسيا عميلا واحداً لها في بريطانيا قامت قيامة اوروبا وطردت الدبلوماسيين الروس احتجاجاً على ازهاق روح يعتبرونها بريئة! وهذا ما يسعى الغرب بقيادة أميركا اليه، قتل الروح الاسلامية واطفاء جذوتها في النفوس؛ لان القادم يتطلب ذلك اذا ارادوا تحقيق المخطط!
انظروا الى فلسطين، قضية العرب والمسلمين الاولى، أو يفترض ان تكون كذلك، فها هم يواجهون الصهاينة باشعال الاطارات ورفع المرايات لتضليل الطائرات ومنع القناصة من قتلهم، فمن سمع عنهم في نشرات الاخبار، وأي دولة أعلنت تضامنها معهم في مطالبتهم السلمية لحقوقهم؟! لم نسمع الا بعض فقهاء السلطان يقرؤون قوله تعالى: «ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة»!!
اليوم الحرب على الاسلام تمر عبر جماعة الاخوان المسلمين، وهذا يفسر جعل هذه الجماعة «شماعة» يعلّقون عليها كل أخطائهم، ولن نستبعد أن نسمع قريباً أن لاعب كرة القدم محمد صلاح «إخونجي» فقط؛ لانه يسجد بعد كل هدف، حاله حال أبوتريكة، لان المطلوب طمس معالم هذا الدين، وحصره في المساجد؛ والمساجد فقط! ومن يدري؟ فقد نسمع غداً حتى المساجد لن يدخلها الإخوان المسلمون (!)، وها هي بوادرها ظهرت!!
تعليقات