سلطان الخلف يكتب.. جائزة نوبل تفقد بريقها
زاوية الكتابكتب إبريل 6, 2018, 12:06 ص 648 مشاهدات 0
الانباء
فكرة- جائزة نوبل تفقد بريقها
سلطان الخلف
بالأمس عرضت وسائل الإعلام ملالا يوسف زاي وهي تزور مسقط رأسها في وادي سوات الباكستاني الذي تعرضت فيه لمحاولة اغتيال من قبل طالبان باكستان.
وقد استقبلت من قبل شخصية رسمية وهي تخرج من طائرة الهيليكوبتر التي أقلتها إلى الوادي، حيث كانت الزيارة سرية وغير معلنة لأسباب أمنية.
ملالا في حالة صحية جيدة بعد معالجتها في بريطانيا ولا تزال تتلقى تعليمها هناك.
ولعل هذا الاهتمام الغربي بالصغيرة ملالا له دوافعه، فقد وقع الاختيار عليها لأنها كانت تعادي طالبان عبر مدونتها مما تسبب في محاولة اغتيالها.
العجيب في الأمر أنها منحت جائزة نوبل للسلام بعد تلك المحاولة وهي في سن الرابعة عشر وهي لم تقدم أي إسهام علمي أو إنساني في خدمة البشرية، لكن لا مانع من ذلك مادام الأمر يتطلب إعداد شخصية رمزية ولو كانت صغيرة طالما أن (الغاية تبرر الوسيلة)، والتسويق لها كسلعة عالميا من أجل القيام بدور سياسي في بلدها باكستان مستقبلا وفق المعايير التي تخدم بالدرجة الأولى المصالح الغربية ولمواصلة حرب الوكالة ضد طالبان تحت عنوان الحرب على الإرهاب التي قد تحترق ملالا في أتونها كما احترقت قبلها رئيسة الوزراء الباكستانية بي نظير بوتو ذات الخلفية الغربية.
لا تختلف جائزة نوبل للسلام التي منحت لملالا عن تلك التي منحت للإرهابي رئيس الوزراء الصهيوني مناحم بيغن بالشراكة مع الرئيس أنور السادات أو تلك التي منحت شراكة بين الثلاثي رئيس الوزراء الصهيوني إسحاق رابين ووزير خارجيته شمعون بيريز وكلاهما إرهابيان مع ياسر عرفات لأنها جوائز ذات دوافع سياسية يراد بها تمييع الحقوق الفلسطينية العادلة باسم التعايش السلمي ولم تكن نتيجة تحقيق سلام فعلي على أرض الواقع.
فالصهاينة المحتلون يرفضون إقامة دولة فلسطينية ولا يعترفون بحقوق الفلسطينيين ولا يزالون يرتكبون جرائم القتل والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وهدم المنازل ومحاصرة غزة وتهديد الدول العربية.
ويوم الجمعة الماضي الذي يصادف ذكرى يوم الأرض قتل الجنود الصهاينة 17 وجرحوا المئات من المتظاهرين الفلسطينيين المسالمين على حدود غزة دون مبرر وهي جريمة استنكرها المجتمع الدولي وطالب بالتحقيق فيها باستثناء الإدارة الأميركية راعية السلام المزيف التي رفضت التحقيق وأقرت انتهاكات وجرائم الصهاينة الإرهابيين في فلسطين المحتلة.
للأسف منح تلك الجوائز بهذه الطريقة المبتذلة هو حط لمكانة هذه الجائزة وتقليل من شأنها ومساواة من يستحقها بمن لا يستحقها وهي تحتاج إلى رد اعتبار ووضعها في مكانها الطبيعي الذي خصصت من أجله وهو تقدير المتميزين من العلماء ومن صانعي السلام الحقيقيين وليس الإرهابيين وبعيدا عن عبث العابثين.
> > >
إحياء ذكرى الأرض مسألة حيوية تذكر الأجيال العربية والمسلمة بحقيقة الصهاينة واحتلالهم لفلسطين وتهجير سكانها بالإرهاب الذي تزعمه كبار قادة الصهاينة القادمين من روسيا وأوروبا من أمثال مناحيم بيغن وإسحاق رابين وشيمون بيريز وغيرهم.
وإذا كان الصهاينة المعتدون والمفسدون يهتمون بإحياء ذكرى الهولوكوست فمن باب أولى أن يهتم العرب بإحياء ذكرى فلسطين وهي قضيتهم العادلة التي تتعاطف معها غالبية دول العالم ولعل استغلالها إعلاميا سيكون له بالغ الأثر في إحراج الصهاينة أمام العالم وتفنيد ادعاءاتهم الباطلة التي يقتاتون عليها في إعلامهم المضلل.
تعليقات