قلق الحرب في الخليج يتصاعد والتفاعلات السياسية والأمنية والاعلامية لا تبشر بخير .. برأي ناصر المطيري
زاوية الكتابكتب إبريل 4, 2018, 12:04 ص 727 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية- قلق الحرب في الخليج
ناصر المطيري
أمن دول الخليج في أسوأ حالاته في هذه الفترة العصيبة، وحالة الترقب والتوجس من حدوث مفاجآت مفزعة في حدها الأعلى.. هناك قلق مواجهة عسكرية سعودية ايرانية، وهذه المواجهة تجري حاليا بالوكالة في مناطق أخرى غير الرياض وطهران، تلك المواجهة غير المباشرة مستمرة في اليمن وسورية والعراق ولبنان.. الأسوأ من قلق الحرب السعودية الايرانية هو القلق الاقليمي الداخلي بين دول مجلس التعاون الخليجي نفسها التي دخلت في أزمة حادة وانقسام غير مسبوق بات يهدد كيان المنظومة الخليجية.
قبل الأزمة الخليجية الراهنة كانت دول مجلس التعاون جميعها تتوجس من الخطر الايراني بنسب متفاوتة، فإيران تحتل ثلاث جزر اماراتية، وايران متهمة دائما بالتدخل بالشأن الخليجي باستخدام الورقة الطائفية، وايران متهمة من قبل دول مجلس التعاون جميعا بدعم حزب الله والجماعات الارهابية، بل كل أصابع الاتهام تشير الى العديد من شبكات التجسس في دول الخليج.. هذه النظرة الجماعية الخليجية تجاه ايران ربما تباينت أو تغيرت اليوم مع استمرار وتصاعد الأزمة الخليجية بشأن مقاطعة دولة قطر، بحيث لم يعد الخطر الايراني وحده يهدد أمن دول الخليج بل هناك خطر داخلي ثنائي بين دول هذه المنطقة الخليجية نفسها التي كانت بالأمس تلتئم في مجلس تعاون كان يناقش في قمة الكويت السابقة اقتراح تحوله الى اتحاد خليجي لتوحيد وتقوية الصف لمواجهة الخطر الايراني ولكنه اليوم يعيش حالة مواجهة تشتعل منها نيران اعلامية خليجية خليجية تثير قلقا من مخاطر لا يمكن التكهن بمداها.
قلق الحرب في الخليج يتصاعد والتفاعلات السياسية والأمنية والاعلامية لا تبشر بخير، والأزمة لم تعد محدودة في النطاق الخليجي فحسب بل هي أزمة آخذة بالتمدد والاتساع من اليمن الى لبنان مرورا بسورية والعراق في تشابك كبير وتعقيدات سياسية وأمنية تنذر بتحولات كبرى في المنطقة ربما تتجاوز ماهو منظور وما يمكن ادراكه، فالأحداث تتطور والتحالفات الاقليمية تتغير والمواقف الدولية تتبدل باتجاه المصالح وتوازن القوى.
الأيام حبلى والمفاجآت متوقعة، ويبقى المشهد الاقليمي ملتبسا بين قلق الحرب وفرص السلام.
تعليقات