المشكلة ليست في الوزراء والنواب ولكن في الناخب الذي يصفق لوزير ومسؤول يلقي خطابا ليس فيه من الواقع شيء.. برأي هادي بن عايض

زاوية الكتاب

كتب 642 مشاهدات 0

هادي بن عايض

الانباء

مقام ومقال

المشكلة في المواطنين

هادي بن عايض

 

«مالكم علي يمين» من بداية المقال ان نسبة كبيرة تكاد تصل الى 99.9% من المسؤولين لا يكتبون خطاباتهم ولا يعرفون ماذا سيقولون للمواطن أحيانا الا وقت القاء الكلمة.

ويعود ذلك الى عدة اسباب من ابرزها ان هؤلاء يدركون ان الموضوع كله «كلام في الهواء» وان نسبة كبيرة من المواطنين يسمعون ويصدقون من باب «الحكومة ابخص».

نسبة قليلة فقط تبحث وتسأل وتستغرب مخالفة الخطابات للواقع وعدم مصداقيتها هذه الشريحة لا تؤثر بالطريقة التي تجعل من المسؤول يكتب بنفسه او على الاقل يراجع خطاباته والتعديل عليها وأحيانا معرفة الاخطاء اللغوية قبل الوقوع فيها.

هناك ما يعرف علميا بتحليل المضمون للخطابات والكتابات المهمة للوصول الى ما بين السطور.

الجميل في خطابات «ربعنا» ان ما بين السطور فارغ والسطور ذاتها تهتم بالجناس والطباق والسجع اكثر من المضمون لذلك تكون الاذن معهم والعقل في اجازة وتقف الى جانبهم عندما تحاول ايضاح مواطن الخلل.

معلومات مغلوطة.

وعود غير منطقية.

مستقبل وردي والكارثة يليها تصفيق حار من الحضور وحال البعض مشابه لمقطع فيديو انتشر «انتو ايه؟ واحنا مين؟ دول ايه؟ ودول مين؟... انا تعبان».

لن نصل الى تنمية حقيقية ولن نصل الى حلول حقيقية للمشاكل والمسؤول يقرأ ما يكتب له دون تدقيق وفهم لما يقوله.

والنائب تكتب له اقتراحاته بطريقة «كوبي بست» واحيانا اقتراحات تم اقرارها وهو لا يعلم.

المهم ان تكون مقترحات تدغدغ المشاعر ويكسب من خلالها المزيد من الاصوات والمؤيدين.

ولن نصلح مسار نوابنا وبعضنا يحتفل بالاقتراح من النائب ويصفق له وكأنه اصبح واقعا وذلك نتيجة للثقافة السياسية والدستورية المتواضعة وعدم المعرفة بدورة الاقتراحات التي يقدم بعضها من اجل النشر فقط بل ان بعض النواب يقدم الاسئلة البرلمانية للوزير ويكتفي بنشرها في الصحافة دون إرسالها للوزير.

المشكلة ليست في الوزراء وليست في النواب المشكلة الحقيقية في الناخب الذي يصفق لوزير ومسؤول يلقي خطابا ليس فيه من الواقع شيء ويقوم بإيصال نائب يسوق لنفسه من خلال اقتراحات تنسى فور تقديمها وأسئلة لا تصل الا إليه كناخب!

هذا ودمتم.

الانباء

تعليقات

اكتب تعليقك