كاتب ليبرالي يطالب بالسماح بالفرعية

حسن العيسى محام وكاتب ليبرالي معروف طالما كتب عن ضرورة التصدي لكل مظاهر معوقات دولة القانون ودولة المؤسسات والدولة المدنية. يكتب اليوم مطالبا بإللغاء قانون الانتخابات الفرعية القبلية لأن الحكومة لا تستطيع أن تفرضه بالقوة فقط، وأنها بحاجة إلى حملة تثقيفية تخرج جيلا يرفض التعامل مع هذه الظاهرة السلبية.

رأيت أن المقال يستحق أن يكون 'مقال اليوم'،ولكم التعليق:

                            إلغاء الانتخابات الفرعية

لا يستطيع التشريع ان يكون وحده منفردا، أداة لتطوير المجتمع، ولا يمكن دائما غرس قيم الحداثة أو الولاء للدولة او اي معايير اخلاقية من خلال القانون فقط، من دون ان يسبقه تثقيف المواطن وتعليمه وتنشئته بتلك القيم وإقناعه بها، ولا يمكن للتعليم والتثقيف ان يتحققا قبل ان تخلق السلطة المثال والقدوة اللذين يفترض ان يحتذيهما المواطن، فلا يمكن ان نأمر بالمعروف وننسى انفسنا.
قانون تجريم الفرعيات، لم يعد له معنى بعد تجربة الانتخابات السابقة، واظهرت معظم القبائل رفضها هذا القانون، وتحدته جهارا او سرا، وأجرت «مشاوراتها» لتحديد ابن القبيلة الذي سيمثل «الوطن» كله. ومحاولات وزارة الداخلية لردعها ومنعها اضحت نفخا في قربة مقطوعة، وكانت تكلفتها على الامن وعلى بنية اجهزة الوزارة عالية، فمعظم ابناء الشرطة هم اولا واخيرا من القبائل ذاتها التي تجري الانتخابات الفرعية. اصدار مرسوم بإلغاء التجريم قد يكون من أمور «الضرورة»،كي تتجنب الدولة ما حدث في الانتخابات السابقة، ويبقى الامل قائما في تكريس اولوية الوطن قبل القبيلة بالثقافة وممارسة البدء مع النفس بالاصلاح والتخلص من الثقافة القبلية في توزيع «غنائم» الدولة، حسب المحاصصات الطائفية والعائلية والقبلية، فكلها أوبئة فكر قبلي، ولو لم تمارسها القبيلة. فهي ازمة فكر وموقف من الحضارة وليست مرهونة دائما بالدم والعرق والطائفة.