'نزاهة' والقائمين عليها معنيون بتحسين صورة الكويت وليس بالقضاء على الفساد.. برأي عبد اللطيف الدعيج
زاوية الكتابكتب مارس 19, 2018, 11:58 م 935 مشاهدات 0
القبس
القشرة وليس اللب
عبد اللطيف الدعيج
أكّد عضو مجلس أمناء «نزاهة» أن المجلس يولي اهتماماً خاصاً لتحقيق الأهداف الرامية إلى تحسين تصنيف الكويت بالمؤشرات الدولية الخاصة بقياس مدركات الفساد.
عزيزي القارئ، ركِّز على الهدف الخاص لمجلس أمناء «نزاهة».. الهدف هو تحسين تصنيف الكويت بالمؤشرات الدولية الخاصة بقياس مدركات الفساد، حسب تعبير السيد لؤي الصالح عضو مجلس الأمناء. ليس الهدف القضاء على الفساد، وليس الهدف تحصين البلاد والعباد من العبث والابتزاز والتسيب الذي يتسيد بكل مكان، بل هدف «نزاهة» الذي توليه اهتماماً خاصاً هو تحسين «صورة الكويت».
تحسين صورة الكويت خبرناه منذ القدم في الإعلام وفي المسابقات الدولية وفي الكثير من البهرجة التي عني ويعنى بها البعض.. تحسين صورة الكويت تضمن استغلال وتعزيز الفساد نفسه، فقد تمت رشوة صحافيين وشراء بعض أعضاء «الفيفا» وحكامه.. وكثير غيرهم لتعزيز وضع المتسابق الكويتي أو حتى تلميع صورة بعض الدخلاء على المسابقات. لذلك لن يكون مفاجأة، وليس مستحيلاً، استخدام وسائل الفساد نفسها لتحسين صورة الكويت، وذلك برشوة وشراء ذمم المتعاطين بالموضوع.. وما أسهل ذلك.
ليس إمكانية أو عدم إمكانية الرشوة أو استخدام الفساد نفسه لتحسين صورة الكويت ما يعنينا هنا، بل نحن معنيون بشكل خاص بأهداف «نزاهة». إذ يبدو من تصريح السيد الصالح أن المنظمة معنية بتحسين الصورة فقط.. بالقشور وليس باللب، بالإعلام والبهرجة وليس باستقرار المجتمع الكويتي وسلامته وأمنه.
طبعاً هذا التصريح قد يكون «غلطة في المنجب» أو زلة لسان غير مقصودة. إذاً يبقى هدف «نزاهة» ومن أسسها هو القضاء على الفساد وتحصين المجتمع الكويتي من العبث والتبذير والانحراف الأخلاقي الذي يتعرض له. قد يكون هذا هو الهدف الحقيقي لـ«نزاهة» وعضو أمانتها العامة السيد لؤي الصالح.. هذا احتمال كبير، وكبير جداً أيضاً.. لكن يبقى أن لنا الظاهر، وأن «نزاهة» والقائمين عليها معنيون بتحسين صورة الكويت وليس بالقضاء على الفساد.
تعليقات