حول أزمة نقص العمالة المنزلية.. يتحدث صلاح العتيقي

زاوية الكتاب

كتب 1013 مشاهدات 0

د. صلاح العتيقي

القبس

العمالة المنزلية

د. صلاح العتيقي

 

لا يوجد بيت ليس به خادمة أو أكثر، فنحن لا نستطيع الاستغناء عنهن، وهذه حقيقة مؤلمة، وهو ثمن الرفاه الذي نعيشه، والبيوت الفارهة المكونة من عدد من الطوابق والتي تحتاج الى تنظيف يومي، ناهيك عن تربية الصغار، والطبخ، والعناية بالمسنين من الرجال والنساء.

هذه الأيام تظهر صعوبات بالحصول على الخدم، فبعض الدول منعت مواطنيها من السفر للكويت نتيجة لسوء معاملة البعض لهذه العمالة.

مكاتب استقدام العمالة المنزلية استغلت هذه الفرصة لرفع أسعارها، ولكي لا أظلم أحداً زرت بنفسي بعض هذه المكاتب في حولي، وفوجئت بكثرتها، وهي بأسماء غريبة أغلبها لنساء لا يعلمن ما يدور في مكاتبهن، المكتب وما يحويه، عبارة عن طاولة عليها خط أرضي وفاكس وبعض الملفات التي تحوي صور الخادمات ومواصفاتهن وأسعارهن، وتجلس خلف هذا المكتب سيلانية او فلبينية تتحدث إليك بفوقية غريبة، سألت عن أسعار استقدام العاملة، فكانت الإجابة «السيلانية 1500 دينار، والهندية تتراوح بين 1300 – 1400، ولا توجد فلبينيات في الوقت الحاضر»، قلت لرئيسة المكتب: اريد ان أستأجر الخادمة لا ان اشتريها، فضحكت باستهزاء. تنقلت بين أكثر من مكتب فكانت الأسعار لا تختلف وكأن هناك اتفاقا بين هذه المكاتب.

سألت عن شركة الدرة التي أنشئت حديثاً لحل هذا الإشكال، وقيل لي انها لم تعمل حتى الآن، حاولت الاتصال بالأخ كامل العوضي كونه قد تكفل بإنشاء هذه الشركة ولكن للأسف جهازه كان مغلقا.

الغريب أنه لا يوجد في هذا البلد من يحاول تنظيم هذه السوق، رغم حاجة الجميع لهذه العمالة، لا بد من وجود حل، الأسعار غير معقولة، فالتكلفة الحقيقية لا تتجاوز 200 دينار ولكنهم يأخذون أكثر مِن ١٣٠٠ دينار، فماذا يفعل الموظف البسيط؟ لا بد من تدخل الحكومة، كما أرجو نقل الموضوع من وزارة الداخلية إلى الشؤون وفتح المجال للاستقدام بضوابط ومن دون وسيط، وإغلاق الدكاكين التي تتحكم بالاتجار بالبشر.

***

كنت وزيراً في احدى الوزارات، اي انك كنت في سدة المسؤولية ولكنك لم تكن قوياً بالرقابة والإدارة ومحاربة الفساد، على المستوى الشخصي كنت نزيهاً، ولكن نزاهتك لم يستفد منها البلد، لم نسمع صوتك في يوم من الأيام، جميع توجهاتك غامضة، وقوفك على الحياد دائماً ليس في مصلحة البلد، في اول تعيينك ناديت بمبادئ لم تلتزم بها، يا ليتك لم تتول الوزارة، في بعض الأحيان النأي بالنفس فضيلة، خصوصاً لمن يعرف قدره وإمكاناته وحدوده، ولكن غرك المنصب وخسرت كل شيء.. عزائي لصحبة جميلة.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك