إلى متى والكويت بدون إعلام خارجي فعال ما يحقق مصالحها في شتى المجالات؟.. يتسائل هادي بن عايض
زاوية الكتابكتب مارس 12, 2018, 12:39 ص 881 مشاهدات 0
الانباء
الإعلام الخارجي يا شيخ ناصر
هادي بن عايض
منذ فترة ونحن نردد فكرة «الكويت مركز مالي وتجاري» ويستعرضها الكل نواب ووزراء وأصحاب رأي بمناسبة وبدون مناسبة، لدرجة أن البعض لديه الإحساس أن هذا الأمر قد تحقق وهو لم يبدأ من كثرة التكرار. والواقع أن هذه الفكرة لا تختلف كثيرا عن البوابة العملاقة التي تضعها وزارة الداخلية في الخطوط السريعة والتي وجدت لكل شيء في الكويت مبرر عدا هذه البوابات التي تحمل في المنتصف شاشة إلكترونية تكتب عليها عبارات مستهلكة وإشارات لا تقدم ولا تؤخر في حركة المرور. كذلك هو شعار مركز مالي وتجاري دون وجود برنامج عمل وخطط وبرامج زمنية لترجمة الأفكار على ارض الواقع، ولعل الإعلام هو أهم الأدوات التي يمكن خلالها التسويق لذلك ولفت انتباه العالم وأصحاب المال والتجارة، فلا يمكن أن تكون الكويت مركزا ماليا بالكويتيين لوحدهم ولا قيمة لذلك في ظل عدم وجود التنافس العالمي للفوز بالفرص داخل الكويت وبالتالي الحصول على الأفضل.
وهنا يتبادر للذهن عدد من الأسئلة للنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر صباح الأحمد باعتباره حامل لواء التطوير ومهندس خطط النهضة الحديثة، وإلى وزير الإعلام محمد الجبري الذي بيده نقل الكويت وأفكارها إلى العالم.. هل يعقل أن تصل الكويت إلى أن تكون مركزا ماليا وتجاريا دون وجود مكاتب إعلامية في الخارج؟ كيف تصل الأفكار والخطط والفرص إلى الآخرين ونحن ننغلق على انفسنا في الداخل؟ كيف يكون لدينا إعلام خارجي يضم الكثير من الكفاءات والخبرات الوطنية ويقتصر دوره على استقبال الوفود وتوديعها وتنظيم المؤتمرات داخل الكويت؟!. لماذا يتم تقليص دور هذا القطاع المهم لأسباب منها عجز وزراء سابقين عن مواجهة الضغوط لتعيين أشخاص في المكاتب الخارجية؟
إلى متى والكويت بدون إعلام خارجي فعال ومكاتب خارجية تملك من القوة الناعمة ما يحقق مصالحها في شتى المجالات؟ إلى متى والوزارة تنتظر الوزير الشجاع الذي يقدم مصلحة الكويت على مصلحة الأشخاص؟ ففي ظل الظروف والمتغيرات في العالم من حولنا اصبح من الضروري عودة المكاتب الإعلامية الخارجية لتعمل بعيدا عن سياسة «هذا ولدنا».. نعم نحن بحاجة إلى مكاتب وأشخاص يعملون بمهنية، مكاتب تمتلك القدرة على إيصال الرسائل وتستطيع قراءة الإعلام الآخر ومواجهته، أشخاص لديهم القدرة على تحليل مضمون خطاب المسؤول وصاحب القرار في الدول الأخرى وتحديد آليات التعامل معه، ولعل آخر الأمثلة ما حدث مع الفلبين ونقل صورة غير حقيقية عن الكويت في ظل عجز إعلامي كويتي، من غير المقبول لنا استمرار هذا الغياب للكويت خارجيا، فهل يشاركنا الشيخ ناصر والوزير الجبري هذا الأمر؟
في النهاية بيدي القلم وكتبت وبأيديهم القرار فماذا يفعلون؟ هذا ودمتم
تعليقات