تأجيل اجتياز خط المواجهة
عربي و دوليسر توقف طهران عن إعلاناتها المتكررة حول مراحل برنامجها النووي؟
مارس 26, 2009, منتصف الليل 1231 مشاهدات 0
قال مدير الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أمان AMAN الجنرال عاموس يادلين Amos Yadlin في إيجاز له أمام لجنة الأمن والعلاقات الخارجية في الكنيست الإسرائيلي أمس الأربعاء 25 مارس 2009م، إن إيران لا تبعد إلا بضعة أشهر من إكمال قدرتها على صنع سلاح نووي ،وامتلاك الرؤوس الحربية التي تحتاجها ، لكن طهران كما قال قد قررت كما يبدوا ألا تجتاز خط المواجهة حتى لا تتعرض لعمليات انتقامية من دول الغرب .
مصادر استخبارية ذكرت إن الأسباب الحقيقية لقرار طهران بالتريث قبل القيام بخطوتها الخطرة تلك، يعود إلى إن طهران لا تريد دخول النادي النووي بقنبلة واحدة فحسب بل بترسانة تضم مابين 10-12 رأس حربي ، لكن هذا الطموح يعيقه قلة ماتملك من اليورانيوم المخصب Enriched Uranium في الوقت الراهن .
السبب الثاني، هو أن طهران لم تعد في حالة ترقب وتوجس من الردع الغربي الذي قد تجابه به لو مضت في برنامجها النووي، لكن ما يجري حاليا هو توقف اختياري قرر قادة طهران أن يتخذوه حتى يرون ما تحمله عروض الرئيس الأميركي باراك أوباما Barack Obama من جدية ومغريات، حيث ستتم الموازنة بين البرنامج النووي وبين مكاسب إستراتيجية ودبلوماسية واقتصادية، أما إذا فشلت واشنطن في جذب انتباه الإيرانيين فسيستمر السعي لانجاز البرنامج النووي .
القائد الإسرائيلي لم يشر إلى أن اوباما يكافئ طهران نظير ارتكابها إثم السعي في الحصول على القدرة النووية ، لكن تقريره يشير بوضوح إلى صدام حاد كما تقول نشرة DEBKAfile الاستخبارية بين التقييم الاستخباري الأميركي والتقييم الاستخباري الإسرائيلي حيال نجاحات المشروع النووي الإيراني، حيث تقول إسرائيل انه شبه جاهز بينما ترى تقارير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية انه يحتاج إلى فترة تتراوح من 1-5 أعوام ، أو ربما أكثر .
إن توقف إيران المؤقت عن برنامجها النووي للأسباب الثلاثة التي وردت في التقرير الإسرائيلي له دلالات خطيرة على أمن الخليج العربي بمعزل عن مصلحة إيران أو الولايات المتحدة أو مصلحة إسرائيل من التوقف. ففي توقف إيران بسبب الخوف من ارتفاع مؤشر خيار مهاجمتها عسكريا من القوى الغربية دليل على ان الخليج العربي لم يخرج من دائرة خطر الحرب التي اعتقدنا أنها قد زالت مع زوال الإدارة الأميركية السابقة ، وخير من يسندنا في هذا الاعتقاد هم الإيرانيون أنفسهم الذين لابد وان لهم قراءاتهم ومعلوماتهم الدقيقة حيال ما يحاك ضدهم حتى يتوقفون عن المضي في إعلان نجاحهم .
أما ثاني هذه الدلالات فهو قابلية إيران والغرب للحوار مع بعضهم البعض ، طالما ن هناك مكاسب إستراتيجية ودبلوماسية واقتصادية، وهي عند التبصر فيها تدخل دون لبس في حساب الخسارة في دفاتر دول مجلس التعاون والعرب ، فالمكاسب الإستراتيجية تعني عودة إيران البهلوية متدثرة بالعمائم، بما يشمله هذا التعريف من توسع امبريالي ، وتحويل الخليج إلى مجال حيوي لها ، وتحولها إلى شرطي لصالح الغرب، من خلال تقوية الروابط بينهم دبلومسيا واقتصاديا ، وبالضرورة تراجع الدور الخليجي في العواصم الغربية .
كملاحظة ختامية لما سبق، لايمكن أن نغفل أن ما نوقش في الكنيست الاسرائيلي وتقرير آموس يادلين Amos Yadlin قد لا يعدو ان يكون تسريب متعمد Controlled leakage كنوع من الحرب النفسية بسيف ذا حدين، يوجه الأول إلى الإدارة الأميركية لوقف مساعي أمريكا الاوبامية في التقرب من إيران ،أما الثاني فهو رسالة لطهران التي عليها أن تتذكر إن طريق واشنطن يمر من تل أبيب .أما الجانب الايجابي ولو بصورة مؤقتة، فهو إلهاء جمهورية إيران الإسلامية لتتوقف ولو لبرهة عن التدخل في الشئون العربية حتى يتم انجاز المصالحة العربية الشاملة، والتي بدأت في قمة الكويت الاقتصادية ونأمل أن تكون ناجزة في قمة الدوحة في نهاية مارس الجاري .
تعليقات