مؤتمر الحوار الوطني السوري ينطلق غدا في (سوتشي)

 تنطلق غدا الاثنين اعمال مؤتمر الحوار الوطني السوري في مدينة (سوتشي) الروسية بمشاركة 1600 مندوب يمثلون عددا من القوى السياسية والجماعات العرقية والعشائرية في سوريا.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا اثناء مؤتمر صحفي ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيشارك في اعمال المؤتمر الذي تمت دعوة ممثلي عدد من المنظمات الدولية والاقليمية لحضوره ومنها الامم المتحدة.
واوضحت ان هدف المؤتمر الاسراع في تحقيق السلام والاستقرار في سوريا واعادة بناء الاقتصاد وضمان عودة اللاجئين الى ديارهم.
من جهته ذكر الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بسكوف في تصريح نقلته وكالة (انترفاكس) الروسية للأنباء ان المؤتمر يمثل 'نقلة نوعية' لتحقيق التسوية في سوريا لكنه اوضح انه لن يكون 'الخطوة النهائية الضرورية' لتحقيق التسوية.
كما نقلت (انترفاكس) عن مصادر دبلوماسية تأكيدها ان نتائج المؤتمر ستتمثل في اقرار وثيقة تتضمن 12 بندا تمت بلورتها على اساس توصيات المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا دون ان تكشف عن تفاصيلها وكذلك تشكيل لجنة لإعداد الدستور.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجرى مباحثات هاتفية مطولة مع نظيريه الايراني حسن روحاني والتركي رجب طيب اردوغان في اطار التحضير لعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في (سوتشي) والاتفاق على جدول اعماله.
كما اجرى لافروف مشاورات مماثلة مع نظيريه التركي مولود جاويش اوغلو والايراني جواد ظريف تركزت على سبل تذليل العقبات التي اعترضت طريق عقد المؤتمر في موعده وطبيعة المشاركين فيه.
ولهذا الغرض اكد لافروف امام وفد الهيئة العليا للمفاوضات للمعارضة السورية برئاسة نصر الحريري زار موسكو مؤخرا ان الهدف الاساسي لمؤتمر (سوتشي) يكمن في 'تعزيز فعالية' العملية التفاوضية الجارية في جنيف برعاية الامم المتحدة وتحقيق التسوية السياسية على اساس قرار مجلس الامن الدولي رقم 2254 وبيان جنيف وخلق 'اجواء بناءة' تؤدي إلى 'اصلاح دستوري واجراء انتخابات حرة' تحت رعاية الامم المتحدة.
ورغم التوضيحات الروسية بأن مؤتمر (سوتشي) لا يشكل 'بديلا' لعملية جنيف لكنه يمثل في المقابل 'فرصة نادرة' امام مختلف القوى السورية السياسية والعرقية للقاء تحت سقف واحد والتعبير بحرية عن آرائها الا ان الحريري اعلن امس السبت عن قرار الهيئة بعدم المشاركة في اعمال المؤتمر.
من جانبه اكد كبير الباحثين في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية الدكتور بوريس دولغوف في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان مؤتمر الحوار الوطني السوري في (سوتشي) يعتبر من 'مخرجات' قرار مجلس الامن رقم 2254 ولا يشكل 'التفافا' على مؤتمر جنيف بل 'داعما' له.
واوضح ان من شأن هذا المؤتمر ان يضم في اروقته 'جميع ممثلي الشعب السوري بمن في ذلك الذين لم يشاركوا في العملية التفاوضية ولم يحظوا بتمثيل سواء في جنيف او فيينا او حتى استانا'.
وذكر ان انعقاد المؤتمر بحد ذاته وبغض النظر عن نتائجه يشكل 'إنجازا' لروسيا التي تمكنت من توفير 'تمثيل واسع النطاق' للأطراف والجماعات السورية بمشاركة مراقبين اقليميين ودوليين.
واعرب دولغوف عن اعتقاده بأن تعقيد الوضع في سوريا الذي نجم عن العملية العسكرية التي يشنها الجيش التركي في مدينة (عفرين) شمال غرب سوريا وانخراط قوات من المعارضة السورية الى جانب الاتراك في هذه العملية لن يمكن المشاركين في المؤتمر من تحقيق 'نتائج حاسمة على طريق التسوية'.
وشدد على انه بغض النظر عن النتائج يحققها المؤتمر فانه 'يشكل بلا شك خطوة مهمة وقوية' على طريق معالجة النزاع في سوريا.