مفتي دبي: الحاجة (ماسة' لوجود المرأة 'المفتية)

عربي و دولي

632 مشاهدات 0

الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد،

قال الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد، مدير إدارة الإفتاء في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، إن الحاجة أصبحت 'ماسة' لتكون هناك امرأة 'مفتية' تخفف عن المفتين 'عناء شرح بعض المسائل الفقهية للنساء،' داعيا 'النساء المؤهلات' إلى التقدم للعمل في ذلك المجال.
وأضاف في تصريحات لـCNN  بالعربية: 'إذا وجدت المرأة المتأهلة والمتخصصة في العلم الشرعي، قرآنا وسنة وفقها وأصولا وقواعدهما ومعرفة الأعراف والأحوال، فلو وجدن في هذه الأيام فحي بهن، وسيخففن عنا كثيرا من عناء النساء اللاتي يحتجن إلى عنصر نسائي يشرحن لهن أحوالهن الأسرية والنفسية، والتي يشق عليهن بيانها للعلماء الرجال.'
  
وحول فتوى كان أصدرها تجيز للنساء العمل في الإفتاء، قال الحداد: 'الفتوى كانت جوابا عن سؤال وردني لمعرفة الحكم الشرعي في إفتاء المرأة، فكان الجواب عن علم، ولا أعلم خلافا بين أهل العلم أن المرأة الفقيهة القادرة على فهم النصوص، الحافظة لأقوال أهل العلم، أنها تجيب من سألها عما تعلم من رجال أو نساء، كما كانت نساء الصدر الأول من عصر الإسلام وغيره من مختلف العصور.'
وتابع: 'ذكرت في كلامي عددا كبيرا من النساء اللاتي وصلن مرحلة كبيرة من العلم أهلتهن للإفتاء فأفتين من غير تردد، فقد قال صلى الله عليه وسلم (من سئل عن علم، فكتمه جاء يوم القيامة، ملجما بلجام من نار، ومن قال في القرآن بغير علم، جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار)، وهذا يعم الرجال والنساء.'
لكن الحداد يرى أن 'على النساء أن يجتهدن في طلب العلم والجد فيه حتى يصلن مرتبة الإفتاء، فنحن في زمان ضاع فيه العلم عند كثير من الرجال وعموم النساء.. فكلامي إذا يستنهض همم النساء للعلم الشرعي الذي يرشحهن للإفتاء؛ لأن الحاجة إلى فقههن ماسة.'
 
وحول موافقة علماء الدين في الدول الإسلامية لفتواه، قال الحداد: 'نعم يوافقون ولا يكاد يوجد خلاف في فتوى المرأة المتأهلة، كما كانت أمهات المؤمنين يقمن بذلك وغيرهن من نساء المهاجرين والأنصار اللاتي تفقهن في مدرسة النبوة، ولم يكن الحياء يمنعهن من التفقه في دين الله.'
وأضاف: 'قد تختلف وجهات النظر في تولي المرأة منصبا رسميا يسمى المفتي العام مثلا، نظرا لأن هذا المنصب ولاية، وهي لا تكون بعمومها إلا للرجال، لكني قد لا أرى لهذا وجها، لأن الإفتاء ليس منصبا سياسيا بل هو بيان لشرع الله تعالى، والمرأة فيه كالرجل، لأنها معنية به كأخيها الرجل سواء بسواء.'
وقال إنه سمع من عدد من النساء يردن أن يصبحن 'مفتيات،' لكن 'على ندرة ومن غير تأهل، وذلك يؤسفنا كثيرا، ولذلك لنا طموح... أن نستقطب من لديها أدنى تأهل من الراغبات وتأهيلهن في ميادين الإفتاء.'
وقلل الحداد من أهمية موافقة الرجال للفتوى التي أصدرها، وقال: 'من خلال ما تابعت من تعليقات على كلامي السابق، وجدت أن طلاب العلم والمثقفين أيدوا كلامي، وأما سواهم فلا عبرة بكلامهم، فإن كثيرا من الناس لا يعلمون.'
من جهتها، رحبت وداد لوتاه، الناشطة الإماراتية في قضايا الأسرة والمرأة بفتوى الحداد، معتبرة أن المرأة قادرة على أن تكون مفتية، بل 'إنها في بعض الحالات أقدر من الرجل على الإفتاء.'
وأضافت في اتصال هاتفي مع CNN بالعربية، أن 'كثيرا من النساء يشعرن بالحرج من طلب الفتوى في قضايا تخص المرأة، وقد لا يفهمها الرجل، ما يجعل وجود امرأة مفتية، ضرورة حقيقية.'
وروت لوتاه، والتي تعمل موجهة أسرية في محاكم دبي، حالة امرأة راجعتها تطلب النصح بعد أن خذلها خجلها من إيصال قضيتها للمفتي، وتقول: 'المرأة أرادت أن تعرف إذا كان الطلاق يقع عندما يجامعها زوجها من دبرها، ولكنها لم تستطع أن تجعل المفتي يفهم قضيتها خجلا منه.'
وتابعت: 'هناك قضايا أخرى شائكة في حياة المرأة، والأفضل أن تسأل عنها مفتية تكون أقدر على فهم عقل المرأة ونمط تفكيرها، وتاليا إعطاءها الفتوى والنصح والإرشاد بشكل مناسب يحفظ حياءها.'
وزادت 'أن الرسول المصطفى قال لأصحابه: خذوا دينكم عن الحميراء، يعني بذلك عائشة (زوجة النبي) رضي الله عنها لقدرتها على الإفتاء وأن تكون مرجعا لهم.'
وعن تقبل الرجال لفكرة أن تكون المرأة مفتية، قالت لوتاه: 'ربما يضحكون من الأمر في البداية، لكن مع الوقت، سيعرفون أن المرأة قادرة على أن تقوم بذلك الدور بكل مهارة واقتدار، إلا أن مجتمعاتنا العربية تأخذ وقتا لتقبل مثل هكذا أمور.'
وتتفق لوتاه مع المفتي حداد في أنه لا يوجد امرأة مؤهلة حتى الآن لمنصب مفتية في الإمارات العربية المتحدة، لكنها قالت إن هناك نساء 'فقيهات في السعودية مثلا، ويمكنهن القيام بذلك الدور، ونأمل أن نستطيع تأهيل النساء هنا في الإمارات، ليكن مفتيات.'

الآن - وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك