الدستور صار أحيانا شماعة تستخدم لتعليق الممارسات الخاطئة..بوجهة نظر محمد المقاطع

زاوية الكتاب

كتب 1039 مشاهدات 0

د. محمد المقاطع

القبس

تفاؤل بالعام الجديد

د. محمد المقاطع

 

كاهل الوطن مثقل بالكثير من الهموم والقضايا، حتى بلغت حدا أن الوطن صار يئن ويشتكي وليس الناس الذين يعيشون فيه فقط، تقليب صفحات أيام عام ٢٠١٧ عملية عسيرة من ثقل ما تحويه الكثير من صفحاته من هموم كل منها أشد إرهاقا للوطن، فهل نقف أمام مشهد اتساع دائرة استباحة المال العام، أم نستمع إلى نفاق بعض السياسيين وأكاذيبهم، أم نتفرج على من يمثل على الأمة أو على بعض الأعضاء المأجورين أو المتاجرين.. وهل نملك أن نقرأ اقتصاداً تنزف موازنته بلا عقلانية ولا بناء، وضعف إدارة وغياب رقابة ورثت عجزا مصطنعا ومستمرا.. وتطالعنا بعض من سائل الاعلام التي سخرت لدعم من ينظر إلى البلد كمشروع مؤقت لا أكثر، أم نبحث عن صفحة الصدق وشجاعة الكلمة وتسامي الأخلاق التي تراجعت في المجتمع بتسيّد الأطفال وأخلاقياتهم وتواري الرجال وقيمهم، أم نفتش عن بقية باقية من الحريات وقيم الديموقراطية والعدالة والمساواة التي أصبحت مساحتها ضيقة وبزاوية محدودة، بعد أن نجح المحرضون عليها في تشويهها ورسم أقبح صورها في ميادين البلد، أم نقلب صفحة العمل الوطني المكلوم بفرقة مقصودة تمزقه وتغذي حال الاختلاف، وقد توارى تبعا لذلك قادة الفكر والرأي والمخلصون عن الأنظار إدراكا منهم لمخاطر المشاركة في هذه المرحلة التي صار فيها المخلصون نفرا قليلين؟!

صفحات ٢٠١٧ كثيرة، ومنها أن الدستور صار أحيانا شماعة تستخدم لتعليق الممارسات الخاطئة عليها بأفعال تغيب عنها الحصافة والدراية والأمانة، وصار الإصلاح شعارا للاستهلاك السياسي، وصار تنويع مصادر الدخل تنويعا لنهب مقدرات البلد، وصارت الخصخصة فكرة لقرصنة مشاريع البلد وامتصاص ما في جيوب الشعب، وصار التعليم شهادات تحصل من أي مكان! وصارت الصحة موضعا لجولة تدهور فتردّت خدمات المستشفيات والمستوصفات. وصفحات الكثير من مؤسسات الدولة أكثر إيلاما، وهي التي أجهضت وأفرغت من مضامينها بصورة محزنة. نعم، هذه بعض صفحات عام ٢.١٧ الذي يغادرنا كما الأعوام التي سبقته وحال البلد في دوامة التراجع والفساد.

ومع كل ما سبق أقول ما زالت فينا بقية باقية من الأمل والتفاؤل، تفاؤل مبعثه أن دوام الحال من المحال، تفاؤل أتحفنا بنجاح لجهود أمير الكويت بانفراج الأزمة الخليجية وتوّج بـ «خليجي ٢٣»، تفاؤل تباشيره في تغييرات بدأت تدور عجلتها، وسرّها أن الكويت بلد يزخر بالطاقات الكامنة، وأن من ضلّل وحاول أن يوجد الفرقة صار معروفا، وإزاحته صارت وشيكة، تفاؤل تعززه بداية لسنة جديدة وهي سُنة الله في أحوال الأمم والشعوب، وأن التطوير لا بد آت. لكل ذلك نتفاءل مع كل ما في صفحات العام المنقضي من أحمال تؤرق مضاجعنا.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك