هناك كم هائل من العمل السياسي والاقتصادي بانتظار جراحة عميقة.. هكذا يرى خالد الطراح

زاوية الكتاب

كتب 833 مشاهدات 0

خالد الطراح

القبس

من الذاكرة- عام التغيير والإنجاز الديموقراطي

خالد الطراح

 

ودعنا عاما واستقبلنا عاما جديدا بهدوء وصمت وترقب لما سيشهده عام 2018 من جديد، لا سيما تغيير يطوي صفحات من العثرات والمعاناة والتحديات السياسية المحلية.

في مطلع عام 2018، يحدونا الامل الكبير في تغيير اكبر مما نتوقع لكويت الدستور التي شهدت اوجاعا وصداما حكوميا – شعبيا بسبب احداث وتطورات مؤسفة للغاية الى جانب مفاجآت، قليل منها المفرح وكثير منها المحزن جدا، بسبب قرارات وتشريعات بعضها يصب في مصلحة الشعب، والبعض الآخر يصب في مصلحة فئات معينة، فقد تقاسمت السلطة الحكومية بتنازل ارادي عن قرارات وسياسات رضوخا لرغبات شعبوية لبعض نواب الامة، فيما افتعل بعض النواب الازمات باسم الشعب المثقل بالهموم والضجر مما يجري في الساحة السياسية، وتعالت اصوات نيابية ايضا بمفاجآت باسم الشعب ايضا تنادي بتعليق مواد الدستور بسبب العدد القليل من الاستجوابات الدستورية من فئة نيابية تنشد الاصلاح والصلاح لبلد الخير والعزة.

كان عام 2017 ممتلئا بالمفاجآت الحكومية على مستويات مختلفة، كالإصلاح الاقتصادي الذي انفقت الدولة عليه مبالغ طائلة منذ سنوات من دون ان نرى بصيصا من الامل، فيما تحولت التنمية الى تجارب لدرجة بلوغ تسويق تنمية على مستوى دولة بمؤسساتها وشعبها كبضاعة تجارية او براند BRAND كما يفضل القائمون على «كويت جديدة» تسميتها والتخطيط لها من على طاولات في شوارع وسط المدينة وليس مكاتب رسمية!

اتمنى ألا يسمح للأمانة العامة للتخطيط، وتحديدا ما يخص التنمية، السباحة ضد الواقع الاقتصادي والاستعانة بفريق من بعض اعضاء المجلس والكفاءات لتقييم مدى انسجام خطط التنمية مع احتياجات الامس واليوم ومتطلبات المستقبل وإعادة مسار التنمية الى جادة الصواب التي لا يعلم عنها الشعب الكويتي سوى صفحات من الانشاء ومشاريع إنشائية مكلفة لا علاقة لها بتطوير رأس المال البشري!

تشريعات منها المُلح للغاية تنتظر اقرارا واعتمادا عاجلا، خصوصاً التي يمكن ان تعالج ازمات معقدة وليس التشريعات التي تدغدغ مشاعر الشعب وتستنزف ميزانية الدولة.

هناك كم هائل من العمل السياسي والاقتصادي بانتظار جراحة عميقة، ومن ابرز الملفات قانون نظام الصوت الانتخابي الواحد الذي برهن على تشتت فئات وشرائح المجتمع الكويتي وعلو صوت بعض الطارئين على العمل السياسي من نافذة التشريع والرقابة، وهو ما يتناقض مع مكتسبات ديموقراطية تاريخية.

عام جديد لكننا ما زلنا بانتظار التغيير وما زلنا نأمل ان تقفز الحكومة بعملها من سياسات المحاصصة والفئوية، فالمجتمع الكويتي لم يقم على هذا الأساس!

تطلعاتنا بسيطة وأمانينا وطنية المضمون، ولكنها ليست مستحيلة اذا ما توافرت العزيمة والقرار نحو التغيير، فالكويت بحاجة إلى قوى تنتشلها من التراجع والتخلف حتى يصبح عام 2018 عام التغيير والانجاز الديموقراطي.

لنجعل 2018 عاما للانتماء الحقيقي للدولة حتى لا نظل غرباء في وطن الديموقراطية الدستورية.

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك