عاصفة فرنسية تهب على الكويت
محليات وبرلمانساركوزي يفرض بيع مقاتلات رافال Rafale Dassault
مارس 15, 2009, منتصف الليل 4720 مشاهدات 0
في نهاية سبعينيات القرن الماضي حدثني ضابط كبير من ضباط القوة الجوية قائلا : لقد كنا نستجدي المسئولين لجعلنا كطيارين نختار الطائرة المناسبة لنا من حيث القدرات والجودة والصيانة. وفي إحدى الاجتماعات ضيق علينا المسئولون الخناق بضرورة اختيار طائرة بعينها لأسباب سياسية ومالية ،ولم نكن نريد تلك الطائرة لسوء سمعتها وكثرة حوادثها ،وكادت أن تفرض علينا لولا قيام زميل لنا بحركة مسرحية تراجيدية قال فيها 'أرجوكم دعوني اختار التابوت الذي تريدونني أن أموت فيه '.
وللبيئة الأمنية غير المستقرة في الخليج العربي حاليا دور كبير فيما تقوم به دول مجلس التعاون والعراق وإيران كل على حدة من تحديث واسع لسلاحها الجوي ،كما سهلت الطفرة النفطية والوفرة المالية التي رافقتها على صانع القرار اتخاذ مثل هذا الإجراء، دون التبعات التي اقلها استنزاف الموارد المخصصة للتنمية. و في يوم أمس الأول رد وزير الدفاع الكويتي الشيخ جابر المبارك على سؤال حول احتمالات شراء الكويت للمقاتلة رافال Dassault Rafale بقوله انها 'طائرة ممتازة غير إن القرار يعود إلى القوات الكويتية المسلحة وبالتأكيد نرغب في انضمامها الى قواتنا'.
هبة العاصفة squall رافال Rafale هو أسم يطلق على هذه الطائرة كما تقول مصادر الطيران لأنه روعي في تصميمها ان تتميز بالرشاقة وتحقيق سرعة فائقة و رافال متعددة المهام فهي مقاتلة وقاذفة قنابل ،مثلثية الجناحين Delta مما يضمن لها الاستقرار في الجو مع السرعة العالية. وهي مزودة بمنظومة رادار متطور يمكنها أن ترصد الطائرات المعادية من على بعد 80كم كما يمكنها التعرف على الدفاعات الجوية الأرضية من على ارتفاعات شاهقة وهي مزودة بمنظومة رادار تعمل بالأشعة تحت الحمراء لذا يمكنها الاشتراك في المعارك الجوية الليلية ،ويقود هذه الطائرة طيار واحد أو طيارين على حسب الطراز.
المواصفات الفنية للطائرة تقول أنها ذات محركان توربيان مروحيان كل منهما بقوة 10 آلاف حصان من انتاج شركة سنمكا ، الطول15.3 متر , الارتفاع 5.3 متر , باع الجناح 10.9 متر. السرعة ضعف سرعة الصوت 2 ماخ في الساعة وأقصى ارتفاع للطيران 16750 متر والمدى 1850 كيلومتر. مدفعها ثقيل 30 ملليمتر له 125 طلقة و6 آلاف كيلوجرام من الأسلحة والذخائر تشمل صواريخ جوجو وجوأرض بالإضافة إلى قنابل عنقودية موجهة بأشعة الليزر محملة على ثلاثة عشر قاعدة تحت الجناحين.
ولا شك أن الكويت في حاجة إلى تحديث أسرابها الجوية التي دخل بعضها الخدمة بعد التحرير مباشرة ، لكن المراقب للأمور لن يتجاهل ضغوط الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال زيارته الى الكويت في 11 فبراير الماضي ، وما قاله من أن البلدين يخوضان محادثات معمقة حول احتمالات بيع فرنسا للكويت سربا أو اثنين من مقاتلات رافال Rafale ، كما لا يمكن تجاهل ما ذكره عن ربط موضوع الطائرات بشأن تحديث اتفاق الدفاع المبرم بين الكويت وفرنسا والذي تم توقيعه في عام 1992م .
ساركوزي يحمل علم فرنسا في اجتماع أوروبي
لقد سعى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لتسويق مقاتلات رافال Rafale منذ تسلمه لمنصبه بطريقة لا تعرف الكلل ،إلا أن محادثاته منيت بالفشل في المغرب وليبيا و كوريا الجنوبية وهولندا و سنغافورة و المملكة العربية السعودية في عام 2006. وكان من نتائج هذا الفشل طرد ميشيل مازين صاحب الشركة المسئولة عن تصدير السلاح الفرنسي للخارج . ولازالت فرنسا تأمل في بيعها للهند ودولة الإمارات العربية المتحدة التي تبحث جديا في استبدال الميراج 2000 بمقاتلات رافال Rafale ابتداء من عام 2013. كما ان فرنسا لم توفق حتى الآن بتسويق مقاتلات رافال Rafale لأسباب عدة منها منافسة الطائرات الأميركية والروسية لها بل والأوروبية من نوع التايفون Eurofighter Typhoon الأكثر فاعلية والتي قام سلاح الجو العماني بإبداء اهتمامه بها .
رغم كثرة الانتقادات تعاقدت الكويت في عام 1977م على شراء طائرة السكاي هوك A-4 Skyhawk بعد أن تم إغلاق المصنع التابع لشركة مكدونالد دوغلاس McDonnell-Douglas وخروجها من الخدمة مع مشاة البحرية الأميركية Marine Corps ،لكن الغزو العراقي الغاشم على الكويت اثبت القدرات الهائلة لهذه الطائرة العجوز التي حملت أسم سلاح طيران الكويت الحرة Free Kuwaiti Air Force حيث قامت بما يزيد على 1300 مهمة قتالية ولم تفقد سوى طائرة واحدة .
إذا استطاع صانع القرار الإفلات من ضغوط وكلاء السلاح، وضغوط الاتفاقيات الأمنية ، والعلاقات الدولية، و ترك الأمر لرجال القوة الجوية الكويتية عبر لجان التسلح فسوف تكون طائرة العقدين القادمين خير سلاح للدفاع عن الوطن سواء كانت مقاتلات رافال Rafale أو بتحديث طائرات McDonnell-Douglas إف 18 F أو بزيادة عددها وبغيرها من الطائرات .
تعليقات