مبارك الدويلة مطالبا رئيس الوزراء بتقديم استقالته (فلا تستمع لهم لكن صل ركعتي استخارة.. وانظر الى ما يهديك الله اليه)

زاوية الكتاب

كتب 761 مشاهدات 0


يا سمو الرئيس

مبارك فهد الدويلة

 

يعلم الله كم أعزك.. وكم أحترمك.. وكم أقدرك.

ويعلم الله كم كنت ومازلت أتمنى لك التوفيق والسداد في شأنك كله.

ويعلم الله كم أثق برغبتك في الاصلاح، ورغبتك في التعاون، ورغبتك في تطبيق القوانين. يعلم الله كل ذلك...

ولكن ايضا يعلم الله ان حبنا للكويت فوق كل حب.. ومصلحتها فوق كل مصلحة.

يا سمو الرئيس.. يقول المثل «ليس كل مجتهد مصيبا». فقد اجتهدت.. وبذلت.. وحرصت ولكن هذا لا يكفي.. ففي ادارة البلاد لا بد من دقة النتائج وسلامة التخطيط.. وايجابية المحصلة.. بمعنى آخر. لابد من التوفيق من الله.

يا سمو الرئيس.. هذا التوفيق لم يكن حليفك في سنوات ادارتك للبلاد.. وأنا اليوم لست بحاجة الى التدليل على كلامي.. فأنت أكبر دليل على ما أقول.. أنت تدرك قبل غيرك انك (وين ما طقها عوجاء) ومن ملامح وجهك ندرك مدى معاناتك من مجافاة التوفيق لك وابتعاد الحظ عنك.. صحيح ان النية هي الأصل.. لكن هذا في عمل الآخرة.. والأساس الذي يحاسب الله عليه عبده.. ولكن في أمور الدنيا وادارة شؤون البلاد والعباد.. فالنية الطيبة وحدها لا تكفي بل لا بد من إتقان العمل وتحقيق النتائج الايجابية وهذا ما افتقدناه طوال السنوات الخمس الماضية.

يا سمو الرئيس.. أنا اعرف جيدا ان حولك رجالا يحثونك على الاستمرار في نفس النهج من اجل مصالحهم لانهم يدركون، قبل غيرهم، ان ابتعادك هي النهاية لهم.. وأن ترجلك عن الكرسي نتيجته الحتمية هي زوالهم، لذلك ارجوك ألا تستمع لهم واستمع الى من لا يرتبط معك بمصلحة شخصية وما اكثرهم في هذا البلد الطيب.

يا سمو الرئيس.. ان استمرارك في مواجهة الاوضاع الحالية سيؤدي الى احدى النتائج التالية:

- اما ان يزيدوا التوتر بين السلطتين فيضطر صاحب الأمر الى حل المجلس دستوريا او غير دستوري، وفي كلتا الحالين سنتجه الى مزيد من التأزيم في الشارع وستكون انت مادة الحملة الانتخابية القادمة او مادة المظاهرات وشعارا لمعارضة تعليق الدستور!

- واما ان تستمع الى من هم حولك فتسعى الى التأجيل المؤقت للأزمة باحالة الاستجوابات الى الدستورية او التشريعية، وتكون النتيجة احراجا لزملائك النواب وللقضاة كذلك وتكون قد تسببت بسابقة خطيرة سيذكرها لك التاريخ سلبا لا إيجابا.

اذن ما الحل؟

الحل يا سمو الرئيس في خيارين وانا افضل الخيار الأخير منهما:

- اما ان تصعد المنصة.. وتستمع الى ما يراه زملاؤك واخوانك النواب في سياستك وادارتك لشؤون الدولة، ثم تعلق عليها بما تراه مناسبا ثم ينتهي كل شيء..! نعم ينتهي لأنني متأكد انك تملك أغلبية مريحة تكفي لاقناع مستجوبيك بعدم التفكير بأي خطوة لاحقة. خاصة ان هدفهم ليس شخصك الكريم بقدر ما هو إرسال رسائلهم الى من يعنيه الأمر والتنبيه على ما يرونه موطن الخلل.

- واما ان تتحرر من كل ما يربطك بالدنيا.. وتقدم استقالتك..!

نعم يا سمو الرئيس..

ان تقديمك للاستقالة سينهي كل أشكال التأزيم السياسي والاحتقان النفسي الذي تعيشه البلاد منذ فترة ليست بالقصيرة، نعم ستخسر على المستوى الشخصي الكثير، لكنك ستبقى بطلا في اذهان الكويتيين. سيسجل لك التاريخ انك ضحيت بأغلى احلامك من اجل مصلحة وطنك، ستكون انت من اطفأت نار الفتن وقطعت الطريق على المتربصين من اجل المحافظة على لحمة المجتمع وتكاتفه. انت وليس غيرك المنتصر الحقيقي اذا ما ترجلت طواعية عن عرشك درءا لما هو اسوأ.. وتفانيا في تقديم مصلحة الكويت على مصلحتك الشخصية. ستكون خطوة غير مسبوقة لا في الكويت ولا في الخليج.. ستُسجل لك بماء الذهب في كتب التاريخ المعاصر وستكون قدوة يقتدى بك في التضحية والبذل.

سمو الرئيس.. اعلم ان مَن حولك مِن أصحاب المصير المرتبط بك سيقولون ان هذا العمل جنوني لا يعمله عاقل يملك زمام الامور كلها بيده.. لكن هؤلاء قد لا يدركون ان ما نملكه اليوم طوعا.. قد نفقده غدا قسرا، فلا تستمع لهم لكن صل ركعتي استخارة.. وانظر الى ما يهديك الله اليه.. فلعله لنا ولك خيرا.

والله يحفظك ويحفظ ديرتنا من كل سوء.

الرؤية

تعليقات

اكتب تعليقك