خالد الطراح يكتب.. السؤال الصعب..!
زاوية الكتابكتب نوفمبر 29, 2017, 12:05 ص 806 مشاهدات 0
القبس
من الذاكرة-السؤال الصعب..!
خالد الطراح
الشباب يشكّلون شريحة أساسية وكبيرة في المجتمع ومن يعمم أن للشباب اهتمامات مختلفة، أو شبابية تتركّز في المظاهر وعدم الاكتراث في ما يدور حولهم أو في البلد بشكل عام، مخطئ بحق الشباب من الجنسين.
هناك أسئلة باتت تؤرّق الشباب، باتوا يتساءلون عما يجري في الساحة؟ بعضهم يحمل علامات الاستفهام بحثا عن إجابة، والبعض الآخر ينشط ضمن تجمعات شبابية بهدف معالجة الأوضاع، لكن استطيع الجزم بأن هناك شريحة كبيرة من الشباب محبطة جرّاء وضع غير طبيعي يتكرر أمامهم يوميا، من دون التمكّن من الوصول إلى تفسير منطقي!
شباب ممن تخرّجوا من جامعات مرموقة يجدون أنفسهم في وظائف لا تتناسب مع قدراتهم وتخصّصاتهم أيضا، فيما يجدون أمثالهم تتفتح لهم الأبواب من دون طرقها، والفرص تأتي إليهم بسبب ما يعرف بالواسطة والنفوذ!
فواز، الابن والصديق، عاش حوالي 18 عاماً خارج الكويت بسبب طبيعة عملي، وبفضل الله تخرّج في جامعة بريطانية ذات مستوى علمي رفيع، وكباقي الشباب أمثاله ممن عاشوا في الخارج أكثر من داخل الكويت، يعتبر الناس كلهم أصحاب حق وسواسية، ولا فرق عنصري بين جنسية أو عقيدة شخص وآخر، أو وظيفة خادم عن وزير، فهكذا يبدو المجتمع بالخارج، حيث تسود فيه مبادئ المساواة والعدالة.
طلبت من فواز ذي الـ26 عاما أن يبدي رأيه في أهم ما يراه هو وأصدقاؤه ومن هم في سنه، فرد باختصار أنه يفترض أن يطبّق القانون على الجميع، وأن تكون هناك محاسبة ومساءلة للمقصّرين، وأنه مصدوم في ما يجري وما يستمع إليه من فضائح فساد وتمييز اجتماعي!
سرد لي ابني أمثلة وحكايات كثيرة، ربما تكون بسيطة ظاهريا، لكنها جوهرية من حيث المضمون، فهي ليست بعيدة عن الواقع الذي نعيشه اليوم وقبل سنوات، فنفس المشاكل والخلل يتكرر بأوجه مختلفة وتحت مسميات مصطنعة!
سألني ابني فواز عن الحل من وجهة نظري، فوجدت نفسي أمام السؤال الصعب الذي يتكرر منذ سنوات من دون أن أجد له إجابة مقنعة!
عندها نصحته أن يتفاءل، ويحافظ على قناعته مهما تعقّدت ظروف الحياة، فهو وغيره من جيل اليوم والمستقبل الذين سيحققون التغيير والإصلاح.
فعلا، التفاؤل نستمده في وجوه الشباب أصحاب العزائم والإبداع في مختلف الميادين، فهم من يزرعون الأمل في تجاوز التحديات بلغة ومفاهيم جديدة، وقيم يسودها الابتكار والعدالة والمساواة، فالأمل معقود عليهم وليس على من يزرع الأوهام، ويكسر العزائم من خلال تصديرها إلى المجتمع من دون إدراك انعكاسات ذلك على الشباب الواعد والمجتمع ككل!
مبادرة «الكويت تسمع» ينبغي تطويرها في الاستماع لمعاناة ومشاكل الشباب وعزوفهم الاجتماعي ونزعة الحياة بالخارج، حيث تكمن المساواة والعدالة الاجتماعية.
«إن الشباب هو زمن دراسة الحكمة، والشيخوخة زمن ممارستها».
تعليقات