نحن أخذنا التدين بالتبعية وليس حتى بالأصالة.. كما يرى عبد اللطيف الدعيج
زاوية الكتابكتب نوفمبر 25, 2017, 11:48 م 668 مشاهدات 0
القبس
إنه لقسم عظيم
عبد اللطيف الدعيج
الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية، ابن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفيد مؤسس الدولة السعودية المرحوم الملك عبدالعزيز بن آل سعود. ولي العهد في المملكة يقود بلده بسرعة إلى الإصلاح والتطور. وبدأ هذا الإصلاح عبر إعادة رجال الدين إلى طبيعتهم ووظائفهم الاجتماعية الدينية بعيداً عن السياسة وعن التدخل في الأمور الإدارية للدولة. من لبَّى دعوة الأمير وانضم إلى الخطوات الإصلاحية، ترك وشأنه وممارساته الدينية الملتزمة. ومن عاند أو أصرَّ على عرقلة التطور والإصلاح المقبل جرى عزله أو توقيفه.
ولي العهد السعودي الذي يقود بلده بتسارع إلى التقدم والتطور لم يتوقف عند هذا. بل أعلن رؤيته للمملكة في السنوات المقبلة وشدد بوضوح وشفافية على أنه «سيدمر» من يعترض طريق هذه الرؤية المتقدمة. ولم يعنِ بذلك إلا رجال الدين والمتمسكين بالأصولية السابقة. لم يلمز أو يهمز. لم يلمح أو يرجح. بل أعلن بوضوح أن الاعتدال قادم وأن العودة إلى ما قبل التشدد والتطرف هي التي ستتسيد بالقوة. وعلى أجساد من قد يعرقل التطور أو التقدم ستعبر المملكة إلى المستقبل. حتى الآن والحمد لله لم يجرِ محو أو تدمير، حيث استجاب رجال الدين بمسؤولية وأريحية أيضاً إلى الدعوة الملكية وبدأوا في تصحيح المفاهيم الدينية وتهذيب التقاليد التي شذت عن السماحة والاعتدال الإسلامي.
هنا.. نحن أخذنا التدين بالتبعية وليس حتى بالأصالة. ولدينا نظام علماني صريح. ودستور يؤكد مدنية وعلمانية وديموقراطية الدولة. مجاميع التخلف وبعض المتمصلحين من حصار الديموقراطية وتجميد التطور السياسي حولوا البلد مع «الردة الدينية» التي عمت المنطقة إلى دولة دينية. بزت وتبز حتى المملكة العربية السعودية وإيران. وهما الدولتان الدينيتان في المنطقة. حكومة الكويت تحارب الإنجازات العلمية وتحاصر الإبداعات الثقافية. تمنع دخول المفكرين وتقيد حركة المثقفين وترعى في الوقت ذاته مسابقات حفظ القرآن وتجويد الكتاب والإلمام بالأحاديث والسنن. في الوقت الذي تفتح فيه الأبواب والخزائن لدعاة التطرف والتشدد الديني وتبشر به في أقاصي الأرض، حتى البرازيل.
ومع هذا فهم يعجون ويضجون في حماية الديموقراطية وتأكيد مدنية الدولة ويقسمون كل أربع سنوات – على الأقل – باغلظ الأيمان على احترام الدستور وعلى حماية الشعب والذود عن حريته.
***
إحدى المفجوعات بالأحداث الاخيرة من المصريات غردت تقول: «سايبين البارات والكباريهات ورايحين تضربوا في بيوت ربنا وتموتوا المصلين…يا ظلمة».
آية المعارضة العظمى الإمام وليد الطبطبائي غرد هو الآخر حول الحدث المفجع قائلاً: «حزنت جداً لجريمة سيناء الشنيعة التي راح ضحيتها نحو ٢٣٥ شهيداً كانوا يؤدون صلاة الجمعة، وللأسف أن ينتشر الإرهاب في مصر العزيزة مما يستدعي أن يكون هناك مصالحة وطنية تعيد الأمن والاستقرار والرخاء لمصر العروبة».
أولاً أعجبتني جداً «مصر العروبة» خاصة أنها آتية من الإمام الطبطبائي لأنها قد تدل على تحول في نظرته للعالم ولمصر من أنها عربية وليست إسلامية. لكن لا أعتقد أن السيد وليد يدرك أو على الأقل عنى ما يقول.
ثانياً وهذا المهم.. الاثنان، المصرية المفجوعة والمتظاهر بالحزن والألم – عندنا طرحاهما متطرفان. السيدة المصرية بشكلٍ عفوي وربما غير مقصود، تقود الإرهابيين وتوجههم أو تحرضهم على أذية خلق الله المسالمين الابرياء في البارات والكباريهات. فهؤلاء عند السيدة المصرية يستحقون القتل او أن قتلهم حلال.
السيد الحزين الإمام وليد الطبطبائي يقرر عن القيادة وعن الشعب في مصر أن انتشار الإرهاب الذي مثلته الحادثة «يستدعي» (أن تكون هناك مصالحة وطنية تعيد الأمن والاستقرار والرخاء لمصر العروبة). الحزين وليد الطبطبائي لا يترحم على الضحايا ولا يدعو أو يتوعد الظالمين كما الأخت المصرية، لكنه يملي شروط الهدنة والمصالحة على النظام والشعب في مصر. أي انه يدعو جهراً وصراحة إلى الخضوع للإرهاب والإرهابيين والجلوس معهم على طاولة واحدة وأداء التحية ربما «الإسلامية» لهم.
أخ حزين.. قصدي وليد.. وفر دموعك فقد «تطوّفها» على غيرنا بس ليس علينا. مصر مثل ما قال رئيسها ستسمر في استئصال الإرهاب ولن تكون هناك مصالحة إلا مع الوطنيين ومن يؤمنون بمدنية وعروبة مصر.. افتهمت..؟!
تعليقات