عبد اللطيف الدعيج يكتب.. الإرهاب الحكومي
زاوية الكتابكتب نوفمبر 20, 2017, 11:48 م 756 مشاهدات 0
القبس
الإرهاب الحكومي
عبد اللطيف الدعيج
يوماً بعد يوم، يثبتون، أو على الأقل يثبت بعض المتدينين أو المحتكرين تمثيل الدين من دون بقية الملأ من المسلمين، يثبتون أنهم ضعاف وأنهم أعجز من مواجهة فكرة أو وجهة نظر مخالفة. كيف يكون الإسلام، الذي يدعي تمثيله متدينو الكويت، هو الأقوى وهو الأفضل وهو الأصوب من كل فكرة ودين وهم المحتاجون إلى قوانين التخلّف والتطرّف وسياسات لجم الآخر، ونفي الغير لحمايته واستمراره؟! كيف تكون «ندوة» ـــــ كبقية ندواتنا المعروفة ـــــ نعلم مسبقاً أن حضورها لن يتعدّى عشرات من الأفراد، أن تكون ندّاً لموروث وتقاليد وأحكام وفروض تلقيناها وحفظناها، ندرسها ونفرضها في كل مكان منذ قرون وقرون؟! كيف يكون متحدث لم يطرح رأيه بعد خطراً على دين يؤمن به مئات الملايين وراسخ من منذ مئات السنين؟!
لكن طبعاً عمنا ــــ مجلس الوزراء ــــ أصمخ. فأنت تسمع الصم إن تعالى صراخك وتوقظ النوام إن أثرت جلبة أو «هزيت» السرير.. لكن طبعاً إلا حكومة الكويت. لا منطق ولا أسلوب ولا حوار يجدي هنا، فالحماقة أصلاً أعيت من يداويها.
العالم كله تغيّر.. الأصولية تندحر وتتقهقر إلا في الكويت. في ناس قصقصت أجنحة التطرّف والتشدّد الديني، وناس جفّفت منابع تمويله، وأخرى تهدد حتى بتدميره قبل أن يتحرّك أو يعترض. إلا هنا، فالتطرّف ينتعش والتشدّد يتمدّد ويستقوي على حساب التقدّم وعلى أنقاض العدالة والمساواة. يمنعون ندوة لمركز تنوير الثقافي ويعلنون في اليوم نفسه عن ندوة لمحمد العوضي بعنوان {نهاية ملحد} تحارب التنوير والتثقيف. ويصرون على أنهم ديموقراطيون وأنهم يحترمون الدستور.
حالياً، هناك صراع تدعي أطرافه أنه بين من يحارب الإرهاب وبين من لا يزال يرعاه أو يتغاضى عنه. حكومتنا تناشدنا بأن نكون على الحياد ولا نزعل أو نؤيد طرفاً دون آخر.. آمنا بالله. لم لا نكون كذلك في الكويت؟ لم لا تقف الحكومة على الحياد، أو على الأقل لم لا تكف عن دعم ومساندة التخلّف والتطرّف بحجة حماية الدين أو الحفاظ على العادات والتقاليد.. يدفعون الأموال من الخزانة العامة للتبشير في البرازيل، ويستكثرون على من سرقت أموالهم ونهبت مدخراتهم أن يدفعوا للتعبير عن رأيهم.
تعليقات