عزم وزارة الخارجية مقاضاة وملاحقة المغردين العرب أمر مزعج ولا يتفق والسياسة الكويتية العامة.. كما يرى عبد اللطيف الدعيج

زاوية الكتاب

كتب 367 مشاهدات 0

عبد اللطيف الدعيج

القبس

تصدير التسلط

عبد اللطيف الدعيج

 

عزم وزارة الخارجية كما يشاع على مقاضاة وملاحقة المغردين العرب، والخليجيين بالذات، لإساءتهم المزعومة إلى الكويت وإلى قياداتها أمر مزعج. ولا يتفق والسياسة الكويتية العامة، ويتناقض ويتضارب بشكل صارخ مع الأسف مع قواعد ومبادئ الحكم الديموقراطي في الكويت.

ليست هناك إساءة على الإطلاق، ولا حتى شتائم، بل تعبير عن الرأي، يجابهه ضيق صدر وانعدام حجة وضعف نظر. مشكلتنا أننا نسمي التعبير عن الرأي أو بالأحرى ما لا يعجبنا «شتماً وسباً وقذفاً»، لا لشيء إلا لأنه لم يعجبنا أو يزكي «الآنا» فينا، مع أنه في النهاية تعبير عن الرأي وعرض علني لخلجات الشعور.

عندما يعلن فلان أن علاناً «كاذب»، فهذا ليس شتماً ولا سباً ولا قذفاً، كما تميل إلى ذلك قوانيننا المعادية لحرية الرأي، التي سنيناها في سنين الردة والظلمات. هذا تعبير عن الرأي، ببساطة هو مُعتقد ورأي فلان في علان وتقييمه له. لكن عندما يعلن هذا الفلان أن علانا «كذب»، فهذه تهمة عليه إثباتها وليس رأيا أو فكرة للعرض. هناك خيط دقيق بين التعبير عن الرأي وبين الإساءة.. ولكن من الواضح أن هناك من يتعمّد الخلط بينهما لحصار حرية الرأي، والحجر على مشاعر وأفكار الناس، ليس في الإمكان محاربة أو حتى تقييم سياسي ــ مرشح مجلس الأمة على سبيل المثال ــ دون إعلان رأينا فيه. وهذا يتطلب عرض ما عليه قبل عرض ما له. في مرة من المرات أقدمت محكمة أول درجة على إدانتي بتهمة وصف أحد النواب بأنه «متخلف». الأخ يريد جرنا إلى الوراء، ويريد تشريع قوانين وفرض سلوك وتراث يعود إلى القرون الماضية، ومع هذا فهو يرفض أن يقال إنه متخلف أو رجعي. إذا ماذا يكون الحبيب.. تقدمياً؟!

من جهة أخرى، نحن نطير البرقيات وننكس الأعلام، وأحيانا نرسل الوفود إن استمرض أو توفي مسؤول عربي أو خليجي. نحتفظ بمشاعر رقيقة ومشاعر فياضة تجاه المسؤولين والحكام، فلم لا نعمم ذلك على الشعوب، وهي الأهم والأبقى والأكثر تقديرا وامتنانا؟ كيف سنكسب ودّ وتعاطف شعب شقيق، ونحن نتسبب في سجن وتقييد حرية مفكريه وأهل الرأي فيه؟

أنا كتبتها منذ زمن، نحن نتبجح بأن كل إناء بما فيه ينضح، ونتغنى بـ«إذا أتتك مذمتي من ناقص… فهي الشهادة لي بأني كامل»، ونردد لا تقذف بحجر إلا الشجرة المثمرة، وندعي بأن اللي ما يطول العنقود يقول حامض، ومع هذا فنحن في النهاية نمنع الناس عن إبداء وجهات نظرهم، بحجة أن ذلك ذم أو تطاول أو ادعاء.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك