عدنان فرزات يكتب.. لوائح فساد مغشوشة
زاوية الكتابكتب نوفمبر 10, 2017, 12:17 ص 588 مشاهدات 0
القبس
لوائح فساد مغشوشة
عدنان فرزات
ما إن انتشر خبر مكافحة الفساد في المملكة العربية السعودية حتى بدأ كل واحد «متفضي» بإقحام أسماء من عنده يتهمها بأنها من ضمن لائحة الملاحقين بالفساد. كل من لديه تصفية حسابات مع أشخاص أغنياء، شكّل له قائمة وزجها بين الأسماء التي ورد ذكرها. والمضحك أن بعض هذه الأسماء «المزجوجة» هي من خارج السعودية، وربما صاحبها حتى لم يذهب إلى العمرة في حياته، وبعضهم الآخر صحيح أن له علاقات بالسعودية ولكن أعماله التجارية واضحة لا غبار عليها.
المشكلة الحقيقية أن بعض الناس يريدون فعلاً أن تصدق هذه التهمة، إما حقداً على الأغنياء أو تصفية حسابات، أو ربما أحدهم خسر بـ«الجنجفة» أمام آخر فشالها في نفسه إلى أن جاء الوقت المناسب فوجدها فرصة، لأن مصدقي التهم أسوأ، فهم الذين يروجون للكذبة ويقومون بعمل تطوعي لنشر الأسماء على مواقع التواصل الاجتماعي، وربما يضيف عليها من خياله بأن الكلام صحيح، بدليل أنه اشترى مرةً علبة علك من تجارة المتهم بالفساد، فوجدها ناقصة حبة.
قبل أيام، وصلتني دعوة لحضور مناسبة في أحد الفنادق الفخمة. وصلت الفندق، وحدثت لي مفارقة عجيبة. فعند وصولي وجدت موظفة جميلة عند الباب استقبلتني بابتسامة تدربتْ عليها جيداً في العلاقات العامة والاستقبال، واصطحبتني إلى القاعة التي يفترض أنني ذاهب إليها. لكنني لاحظت للوهلة الأولى أن طبيعة هذا الاحتفال تختلف عن الاحتفال الذي جئت لأجله، لكن الإحراج أو ربما التريث للتأكد من الموضوع، دفعني الى الجلوس قليلاً. بدأ يتضح لي شيئاً فشيئاً أن كل من في المكان من أصحاب الثروات، وتبين أن المناسبة هي عروض لفرص استثمارية في إحدى الدول الخليجية. كنت يومها أرتدي بنطال جنز بسيطا وقميصاً عادياً يصلح للاحتفالية التي يفترض أنني ذاهب إليها، فبدا منظري واضحاً بأنني لست من المعنيين بالموضوع، وتأكدت أكثر حين جاءت فتاة أخرى أجمل من الأولى، وجلست بجانبي وبدأت تشرح لي عن طبيعة المشروع والأرباح التي يحققها، وأنا أدعي بأنني أصغي باهتمام ريثما أجد حلاً للخروج من هذا المأزق، ومن حسن حظي أن شخصاً وزوجته دخلا فقامت الفتاة الجميلة لاستقبالهما، فادعيتُ أنني سأتحدث بالموبايل، وخرجت مسرعاً وأنا أتلفت ورائي خشية أن يراني أحد المغردين فأجد اسمي في لائحة فساده، لأن «الحديدة كانت حامية». عموماً الله وكيلكم لم أخرج من هذه الاحتفالية الاستثمارية سوى بكأس عصير وفنجان قهوة وحبة تمر، وللأمانة قطعة كيك.
تعليقات