عبد اللطيف الدعيج يكتب.. معارضة كاملة الدسم

زاوية الكتاب

كتب 745 مشاهدات 0

عبد اللطيف الدعيج

القبس

المجتمع الريعي تحت المجهر (4)- معارضة كاملة الدسم

عبد اللطيف الدعيج

 

بعد التحرير، أي قبل ربع قرن كتبت مقالاً مطولاً بعنوان «إننا النظام». ملخصه أن على القوى الوطنية الديموقراطية أن تكف عن النظر لنفسها على أنها «معارضة» وأن الذين يؤيدون الحكومة أو السلطة هم الموالون. «إننا النظام» تعني أننا – أي القوى الوطنية الديموقراطية – أننا الموالون والمؤيدون للنظام الديموقراطي، بينما المعارضة هي كل القوى الساعية إلى تخريب هذا النظام وتعطيله، سواء في السلطة أو بين الناس.

لم يكن هذا واضحاً وقتها، لكنه اتضح بجلاء بعد بروز «الحراك» الذي تكون من الحلف نفسه «المعارض» للنظام الديموقراطي، المجاميع الدينية والقبلية وبعض بقايا النظام القديم. ما أسميته وقتها، أي أثناء الحراك، بالمعارضة الجديدة، هي ذات المجاميع القديمة التي كانت توالي الحكم وليس النظام منذ حل مجلس 1976. وقد انتقلت إلى معارضة الحكم بدلاً من موالاته بسبب التغيير السياسي الذي حدث.

أعلم أن هناك إرباكاً هنا. لكن من الممكن تلخيص الفكرة أو الحقيقة بالآتي..منذ إقرار دستور 1962 وتبني النظام الديموقراطي كانت «المعارضة» الحقيقية للنظام الديموقراطي هي من داخل الأسرة الحاكمة ومن المجاميع الدينية (التي أصلاً رفضت المشاركة في النظام، أي الانتخابات من البداية) وبعض فئات المجتمع التي التحقت بأقطاب في الأسرة وتحالفت معها للنيل من النظام الديموقراطي. بينما «الموالون» الحقيقيون هم الوطنيون الديموقراطيون الذين ظلوا حتى الآن في حالة الدفاع عن النظام وعن دستور 1962. ومن الممكن ملاحظة ذلك واستيعابه بالانتباه إلى أن تعديل دستور 1962 لم يطرح من قبل القوى الوطنية الديموقراطية طوال فترة نضالها. ولم تطرح فكرة تعديل الدستور أو ما جرى تلخيصه بـ«الحكومة الشعبية» إلا مع المعارضة الجديدة وبعد ميلاد التحالف الديني – القبلي، المسمى بـ«الحراك». وسبب ذلك يعود إلى أن مجاميع «الحراك» انتقلت من موالاة الحكم ومعاداة النظام.. إلى معاداة الحكم ومعاداة النظام أيضاً، وذلك بعد وفاة المرحومَين الشيخ جابر الأحمد والشيخ سعد العبدالله. أي أنها تحولت معارضة كاملة الدسم.

وجود فكر جديد للسلطة متحرر من الارتباطات القبلية والدينية التي بنى الحكم عليها تحالفاته منذ تزوير 1967 على سدة الحكم. واختيار الشيخ ناصر المحمد، خريج سويسرا لرئاسة الحكومة، غيّرا من طبيعة واتجاه الحكم، فكان أن غيّر أيضاً الموالون للعهد السابق جلدهم وانتقلوا إلى معارضة السلطة بدلاً من موالاتها.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك