فروع جنرال موتورز في أوربا .. على حافة الإنهيار ؟!
الاقتصاد الآنمارس 5, 2009, منتصف الليل 1256 مشاهدات 0
قال فريتز هندرسون، الرئيس التنفيذي لشركة جنرال موتورز الأمريكية لصناعة السيارات، إن فروع الشركة في أوروبا قد تنهار في غضون أسابيع إن لم تحظ بدعم ومساعدة الحكومات الأوروبية بشكل عاجل.
وأضاف هندرسون قائلا إنه يتعيَّن على الحكومات الأوروبية أن تتدخل في الأمر حالا للتأكيد على أن فروع الشركة في أوروبا لن تنفد منها السيولة النقدية خلال شهر أبريل/نيسان أو مايو/أيار المقبلين.
تدخل عاجلوأردف قائلا: 'من شأن تدخل الحكومات الأوروبية بشكل طارئ أن يحول دون خسارة 300 ألف موظف في فروع الشركة في أوروبا لوظائفهم'.
وأوضح هندرسون أنه يود أن تضخ الحكومات الأوروبية مبلغ 3.3 مليار يورو (أي ما يعادل 4.2 مليار دولار أمريكي) في فروع الشركة في أوروبا، وذلك لتمويل عملية انفصال أوبل وفوكسول عن الشركة الأمريكية الأم (أي جنرال موتورز).
وتابع هندرسون، الذي كان يتحدث خلال معرض جنيف للسيارات، قائلا إن أوبل وفوكسول يجب أن تصبحا قسما منفصلا يمكن أن يفتح أبوابه للاستثمارات.
وحث موظفي كل من أوبل وفوكسول وساب على 'القيام بتضحيات مشتركة' لكي ينقذوا وظائفهم.
محادثات في برلين
وقد جاءت تصريحات هيندرسون يوم الثلاثاء بُعيد وصول كارل-بيتر فورستر، الرئيس التنفيذي لفرع جنرال موتورز في أوروبا، إلى جنيف يوم الاثنين الماضي قادما من برلين حيث أجرى محادثات مع الحكومة الألمانية بشأن المساعات التي تحتاجها فروع الشركة في أوروبا.
وفي أعقاب لقاءات فورستر مع المسؤولين الألمان، أعلن وزير المالية الألماني، بيير شتاينبروك إنه لم يقتنع بعد بأن أوبل، التابعة لفرع جنرال موتورز في أوروبا، يمكن أن 'يكون لها مستقبل قابل للاستمرار والحياة'، وهو شرط مسبق لحصول الشركة على أي مساعدات حكومية.
من جهة أخرى، أظهرت الحكومتان السويدية والبريطانية ترددا واضحا بتقديم مساعدة مباشرة لشركتي ساب وفوكسول.
ويبدو أن هندرسون يحاول من خلال تصريحاته هذه أن يمارس نوعا من الضغوط على الحكومات الأوروبية، وذلك من خلال إصراره على القول إن شركة ساب سوف تعلن إفلاسها في حال لم تنجح جهود إعادة هيكلتها.
كما تجلت ضغوط هندرسون على لندن بقوله إن الحكومة الألمانية لا يمكنها القيام بعملية الإنقاذ لوحدها ما لم تحظ بجهود الحكومات الأخرى، وتحديدا الحكومة البريطانية.
إلا أن شركة جنرال موتورز أكدت أن بإمكان فروع الشركة في أوروبا مواصلة التعامل مع الشركة الأم في الولايات المتحدة، وخصوصا في مجال تقاسم الخبرات والدعم الفني.
يُشار إلى أن شركة جنرال موتورز، والتي تتلقى بدورها مساعدات من الحكومة الأمريكية، كانت قد خفضت إنتاجها إلى قرابة 200 ألف سيارة في الفترة الممتدة بين شهري أوكتوبر/تشرين ألأول وديسمبر/كانون الأول من العام الماضي.
مخاوف الإغلاق
كما أن هنالك ثمة مخاوف الآن بشأن مصير مصانع الشركة في إليسمير بورت في بريطانيا وأنتويرب في بلجيكا وبوكوم في ألمانيا، بالإضافة إلى مصنع ساب في ترولهايتن.
يُذكر أن الإدارة الأمريكية كانت قد أعلنت أواخر الشهر الماضي أن هنالك حاجة ملحَّة لإعادة هيكلة شاملة لقطاع السيارات في الولايات المتحدة، وذلك كإجراء لا بد منه لمعالجة المشاكل التي يعاني القطاع المذكور.
وذكرالفريق المكلف بمهمة إنقاذ قطاع السيارات في الولايات المتحدة أن المسؤولين الرسميين على قناعة تامة بضرورة التصرف بصفة عاجلة حيال مشاكل هذه الصناعة.
وطالب الفريق، الذي يرأسه وزير الخزانة تيموثي جيثنر، بإجراء المزيد من الدراسات وتقديم التوصيات حول ما هو المطلوب فعله في المرحلة المقبلة.
مساعدات إضافية
وكانت شركتا جنرال موتورز وكرايسلر، اللتان تعانيان من مصاعب مالية كبيرة، قد طالبتا الإدارة الأمريكية بمساعدات إضافية قدرها 21.6 مليار دولار أمريكي، إضافة إلى مبلغ الـ 17.4 مليار دولار الذي حصلت عليها الشركتان في السابق.
وتنوي الشركتان العملاقتان تسريح حوالي 50 ألف من موظفيها والتوقف عن إنتاج عدد من طرازات السيارات التي تنتجها حاليا.
فقد قالت جنرال موتورز إنها بصدد تسريح 10 آلاف من موظفيها العاملين في الفروع الخارجية للشركة، وذلك كجزء من الإجراءات المشمولة في خطة إعادة الهيكلة التي قدمتها شركات صناعة السيارات الأمريكية لوزارة الخزانة.
تعليقات