ازمة دول التعاون الخليجي ادخلت جميع الدول الاعضاء في عين العاصفة.. برأي خالد الطراح

زاوية الكتاب

كتب 473 مشاهدات 0

خالد الطراح

القبس

من الذاكرة- الخليج في عين العاصفة

خالد الطراح

 

للأسف، سرعان ما تلاشى التفاؤل الذي صاحب زيارة صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد الصباح الى اميركا نتيجة كثافة ردود الافعال السلبية، منها ما هو رسمي ومنها والأكثر شعبي، خصوصاً من المتكسبين من الازمات في الكتابة والحوارات المأجورة، وهو ما زاد من حجم التعقيد للازمة الخليجية.

ازمة دول التعاون الخليجي ادخلت جميع الدول الاعضاء في عين العاصفة بسبب زيادة جرعات التراشق السياسي والإعلامي على المستوين الرسمي وغير الرسمي واحتدام الحوار بين الاطراف المختلفة، مما أدى إلى التأثير في الوساطة الكويتية والتأييد الدولي لها بسبب تضارب التعريف لمفهوم السيادة الذي بات مسرحاً لتفسيرات وتأويلات لا تصب في مصلحة الحفاظ على سيادة دول الخليج العربي ككل.

الوضع السياسي ككل بلغ أوج درجات التدهور والتعقيد بشكل لا يخدم أي طرف، بل على العكس، فكما قلنا بالسابق فالخاسر الكل والكاسب أيضا الكل، وأي توافق وتلاقٍ وتنازل لن ينتج عنه مارد يقضي على طرف ويترك الاخر، بينما الصحيح ان الاتفاق والتوافق والمصالحة عبر مفاوضات اخوية وصريحة هي الحل الأمثل، خصوصا في ظل تحديات ومخاطر محيطة بالمنطقة تقتضي وحدة خليجية في المواجهة والتصدي، لا سيما في ظل وجود أطراف وأنظمة محيطة مستفيدة من التشرذم الخليجي وأي تعقيدات من الممكن أن تهدم الوحدة الخليجية لمصلحة أطراف ومطامع تسعى إلى إشعال نار الفتنة المذهبية والسياسية بين دول وشعوب دول المنطقة!

كنا نتوقع أن تستثمر دول مجلس التعاون الخليجي مجيء الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب في معالجة ملف الجارة المسلمة ايران وسياساتها مع دول المنطقة والتوتر الناتج عن اصرار مواصلة طهران للتجارب العسكرية كتجارب الصواريخ البالستية، لكن يبدو أن الأمور ذهبت نحو تفتيت الوحدة الخليجية أو إضعاف قوتها وصلابتها بسبب عمق التباين في المواقف التي من الممكن تجاوزها والسمو فوقها من أجل مستقبل آمن لدول وشعوب مجلس الخليج العربي في المقام الأول.

ثمة دروس تاريخية ليست بعيدة ولعل أحدثها غزو نظام المقبور صدام حسين الذي أحدث شرخاً وانقساماً حاداً بين الدول العربية والإسلامية، إلى درجة أن منظمة التحرير التي تئن من الاحتلال الإسرائيلي انقلبت ضد الكويت بقيادة رئيسها السابق ياسر عرفات، مع العلم أن منظمة فتح وعرفات تحديداً انطلقا من رحم الكويت!

وبالرغم من حجم الفجيعة التي عايشتها الكويت نظاماً وحكومة وشعباً، كان لزاماً علينا جميعا القبول بوساطة بعض الدول ومنها دول خليجية وطي صفحات الماضي من أجل مستقبل بديل عما مضى، وها هي الكويت تزدان بعلاقات أخوية مع شقيقاتها من الدول العربية والإسلامية.

بالرغم من سموم بعض منصات التواصل الاجتماعي ضد الكويت ومحاولات يائسة لجر الكويت ضد أحد اطراف الأزمة، لن يتغير بمشيئة الله موقف الكويت ولن تتوقف المساعي نحو رأب الصدع وهي مساعٍ ليست رسمية فقط، وإنما شعبية ايضا من اجل مستقبل آمن ومستقر لدول شقيقة وشريكة في التاريخ وصناعة المستقبل.

أملنا كبير جدا في اشقائنا في دول وشعوب المنطقة للتصدي لعاصفة الانقسام والتشرذم، فالبيت الخليجي قائم على الكل وليس على ركن واحد.

«بالحكمةِ يبُنى البيتُ .. وبالفطنةِ يُثبتُ».

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك