الخبير النفطي كامل الحرمي يكتب ل((الآن))
الاقتصاد الآنالعودة الي أساسيات وطبيعة القطاع النفطي الكويتي
مارس 3, 2009, منتصف الليل 2218 مشاهدات 0
وهذا هو المطلوب من القطاع النفطي الكويتي في هذه المرحلة الحالية ومع وجود وزير متفرغ للنفط وخاصة مع فشل القطاع النفطي من تنفيذ وتطبيق أستراتيجيات مؤسسة البترول الكويتية منذ أكثر من 10 أعوام متتالية و حتي في المجالات الهينة و السهلة والتي في متناول الأيدي مثل المحافظة علي البيئة والأمن و السلامة. وكذلك في مجال تدريب و تطوير و تأهيل الطاقة و القوي البشرية والتي تمثل الهيكل وقوام مستقبل القطاع النفطي الكويتي حاليا و مستقبلا.
وقد تكون تجربتي المصفاة الرابعة و مشروع 'كي- داو' افضل مثالين للقطاع النفطي للبحث و معرفة اسباب فشل هذين المشروعيين وهل مؤسسة البترول كانت فعلا قادرة علي ادارت مشروعيين هائليين في نفس الوقت . واتمني من المؤسسة ان تنظر ولو حتي علي مستوي الأدارة العليا في اجتماعاتها الأسبوعية فقط لتتأكد من قدراتها الذاتية و مستوي القوي و الطاقة البشرية. و نتمني من وزير النفط ان يتاكد و ينظر في هذيين الموضوعيين و من المؤكد انهمها سيشكلان مدخلا مباشرا حول أوضاع القطاع النفطي وقدراته وطاقاته المحدودة.
ومن المحتمل ان يكون من أهم اسباب فشل القطاع هي استراتيجياتها الغير عملية والغير واقعية و لا تمثل أصلا طبيعة القطاع النفطي الكويتي حيث جهزت وخلقت و صنعت في مكاتب شركة البترول العالمية (Q8) في لندن في منتصف التسعينيات لتطبق في الكويت تحت أشراف مكاتب عالمية أجنبية لم تكن لها تجارب حقيقية بواقع القطاع النفط الكويتي . وحدثت نفس الأستراتيجية عدة مرات و لكن مع تغيير في سنوات التأخير .مثلا الوصول الي معدل انتاج بقدرة 3 ملايين برميل من 2005 الي 2010 و الان الي 2015 و معدل انتاج 4 ملايين برميل من 2010 الي 2020 الي 2030. ومشروع 'الرؤية' هي تكملة لمسلسل استرايجية مؤسسة البترول صعبة التنفيذ وتجهل أو تتجاهل قدرات وتواضع مستوي القياديين.
وبدلا من اضاعة الوقت والطاقة والاستمرار في مشروع ' الرؤية ' ان تتواضع مؤسسة البترول و ان تنزل الي الميدان العملي و ان تتعرف وتحقق من قدراتها وطاقاتها الحقيقة .وان تضع أهداف و أغراض سهلة التفيذ و التطبيق ولا تقارن نفسها بالشركات العالمية و الشركات النفطية الوطنية في المرحلة الحالية و لكن ان تركز علي الموارد البشرية و تدربها وتطورها و ان تتبني حملة أعلامية مكثفة و ان تضاعف من نفقاتها في هذا المجال و ان تأتي بافضل الخبرات المتخصصة في مجال الموارد البشرية . وكذلك التركيز في مجال التأهيل في قطاع التصنيع و التكرير وخاصة و اننا كنا الرواد في مجال التكرير منذ انشاء مصفاة الشعيبة في 1965.
وكذلك وقف التخلص من الكفاءات الوطنية في المجال النفطي ووقف النزيف المستمر الي احالتهم الي التقاعد المبكر وبدون اي سبب سوي انهم أمضوا 25 سنة عمل في القطاع النفطي. وهذا لا يحدث مطلقا في الشركات النفطية الاخري علي الاطلاق. وكيف و ان نتخلص من عمالة متدربة نحن بامس الحاجة اليهم.
نحن بحاجة الي تحديث و تجديد و لكن من واقعنا المحلي و العملي وحسب امكانياتنا. وهذا هو التحدي الحقيقي وان نرجع الي جذورونا لا ان ننسخ اهداف و أغراض و استراتيجيات الشركات النفطية العالمية و ان نستمر علي نفس النهج الماضي و أمامنا تجاربنا الماضية و الحالية لنتعلم و ان نستفيد منها و كيفية التعامل مع الاجهزة الرقابية و المحاسبية خاصة تجربتنا مع المصفاة الرابعة و مشروع 'دوا' و من ثم المضي قدما في المشاريع المستقبلية القادمة.
المطلوب رؤية جديدة و اضحة المعالم ومسح وشطب الاستراتيجيات السابقة و البدء بصفحة جديدة و بفريق عمل وادارة و ارادة قوية و اهداف و أغراض تتناسب وتتماشي مع قدراتنا المتواضعة ومن صلب واقعنا وتجاربنا الماضية.
كامل عبدالله الحرمي كاتب ومحلل نفطي [email protected]
تعليقات