ماقام به الكويتيون أبهر العالم

محليات وبرلمان

إطفاء آبار النفط عكس صورة مشرفة للشاب الكويتي المتهم بالكسل

2949 مشاهدات 0


نشاهد الكثير من الوافدين في الكويت تمكنوا وبإصرار عجيب لجعل (العمل) في الكويت يبيض لهم ذهبا من خلال عملهم الشاق،  وتنوعت أعمالهم التجارية الكثيرة، ولاتجده يشعر بإستحياء  فيقف بكل فخر يراقب عمله أو يعمل بنفسه كأي عامل عادي بكل اجتهاد ليطمئن على عمله، ولاحظنا أن عدد هم في الآونة الأخيرة فاق أضعاف الكويتيين، ونحن على علم بالجنسيات معينة تترأس تجارات معينة في البلاد وتهيمن عليها بسبب قدم سيطرتها عليها وعدم وجود منافسين لهم، وثقتهم أن أبناء هذا البلد الذين يعملون به لن يكونوا عامل قلق بالنسبة لهم، بينما ينافسهم أبناء من نفس جنسيتهم أو آخرين من بلاد أخرى.
بينما شبابنا الطموح جدا يحلم بمكتب فاخر يجلس عليه، لينال آخر الشهر راتبا قويا ليصرفه على سيارة فارهة أو للسفر خلال العطل، حتى  يمر الوقت به دون وجود عمل مهم تم إنجازه في حياته العملية، أو حدثت تغيرات إيجابية بتغيير حياته،  فيظل وضعه المعيشي ثابتا دون تغيير ليجلس بانتظار التقاعد الذي هو نهاية الحلم الذي سعى لأجله، وقليل من الشباب الكويتي الواعد  من استطاع أن يكسر هذه القاعدة ويدخل أحد مجالات أخوانه العرب أو الأجانب، و قد يلاقي معركة شرسة تحارب وجوده، كي ينسحب ويفقد حماسه الذي كان دافعا له لبدء عمله الخاص، و للأسف الشديد أنك تجد أيادي كويتية لا تقف إلى جانبك بقدر وقوفهم من الآخرين من غير الكويتيين، مما يثبت أن الرفض يواجه الشباب منذ بدء عملهم حتى نهايته وترتفع أصواتهم، أنهم محاربون ولا توجد رغبة بدخولهم أي مجال يرغبون به فكيف تتحقق العدالة لهم.
والأعمال الحرة والأعمال الحرفية والفنية و هي من الوظائف التي  لا تلاقي  جذبا لشبابنا، قد لا يلامون به نتيجة ما سبق ذكره، وإضافة إلى ذلك شعوره أن هناك الكثير من سيستهزئون به وبعمله، خاصة ان كانت مهنة حرفية أو فنية، رغم أن هذه الأعمال قديما كانت مقبولة  قبل ظهور النفط، إضافة لعدم وجود صفة الإصرار والطموح وعدم فقدان الأمل والكثير من السمات التي تكون جدار دعم لهم ولصد العواصف التي يواجهونها في حياتهم العملية لذلك لا يرغبون 'بعوار الرأس' و تختصر بوظيفة حكومية عادية قليلة المخاطر.
الكويت بحاجة لسواعد أبنائها للعمل في الكثير من الوظائف، والتي يحتل النصيب الأكبر منها الوافدين والأجانب، ولا يعابوا  بذلك بل هو حق لهم، و نتمنى أن يكون هناك وعي إعلامي وتشجيع من قبل الشركات الكبرى لتلك الأعمال، و لعل المواقف الصعبة التي يمر بها الإنسان هي التي تكشف حقيقة قدرة الشباب الكويتي على العطاء والعمل والإبداع في الكثير من المجالات، إلا أن نقص عامل التشجيع تبدأ من الأسرة في منزله، وأيضا من خارج منزله.
لقد أثبت الكويتيون عند المحن أنهم أصحاب عزيمة وإرادة، فمنذ القدم كانت الكويت تتصدر الدول العربية بالتجارة، ومنهم التاجر والطواش والغواص، بالاضافة الى بقية الأعمال، قطعوا خلالها البحار برحلات شاقه في الخليج والمحيطات لأشهر عدة، ليوفروا لأهاليهم لقمة عيش كريمة، وإبان الغزو العراقي الغاشم عمل الكويتيون في كافة المجالات وأبدعوا فيها، وتلاها عمل بطولي حين قام عمال شركة البترول بإخماد الحرائق في آبار النفط بفترة زمنية قياسية لم تتجاوز 10 أشهر أبهرت أعظم شركات النفط العالمية، التي توقعت أن يتم إخماد النيران خلال فترة لاتقل على ثلاث سنوات، فأعطوا صورة مشرفة للشاب الكويتي الذي أشتهر بالكسل والاتكالية والاعتماد على الآخرين.
من حق الكويتيين أن يعيشوا حياة رغد وترف مع وجود الثرة النفطية الهائلة ولله الحمد، ولكن أيضا من حق الوطن عليهم أن يقدموا له جزءا يسيرا، فهانحن نعيش أزمة إقتصادية طاحنة تكاد تقصف العالم أجمع، وأسعار النفط تترنح بين فترة وأخرى، لذلك فإن التوجه للأعمال الأخرى يوفر مدخورات مالية كبيرة، فلايمكن أن نعيش على مورد واحد للثروة فقط، فأعرق البلدان وأغناها يعمل أبناء شعبها بكافة المجالات دون الاعتماد على الأيادي الأخرى، ولاشك أن الكويت نجحت بشكل ما أو بآخر بجذب المواطنين لأعمال لم تكن مقبولة سابقا، وأبرز تلك المهن مهنة التمريض، التي يتزاحم عليها حاليا الشباب من الفئتين، ولاتزال الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب تضخ أعدادا من الشباب سنويا، تدربوا على أعلى المستويات في مجلات فنية كثيرة، منها الكهرباء والنجارة والحدادة والخراطة والتكييف والميكانيا واللحام والهندسة والعلوم الصحية.
 
 
 
الآن - تقرير: نورا ناصر

تعليقات

اكتب تعليقك