مهرجان أمريكي يبرز الفنون والحضارة الإنسانية العربية
عربي و دولييشهد مشاركة 800 فنان عربي وتبلغ تكلفته عشرة ملايين دولار
فبراير 20, 2009, منتصف الليل 435 مشاهدات 0
يتوجه اكثر من 800 فنان عربي من 22 دولة الى واشنطن للمشاركة في اكبر عرض للفنون العربية بالولايات المتحدة على الاطلاق حيث يستمر الحدث ثلاثة أسابيع ويتزامن مع محاولة الرئيس باراك اوباما تحسين العلاقات مع العالم الاسلامي.
وبدأ مركز جون اف كنيدي لفنون الاداء التخطيط لمهرجان 'ارابيسك' منذ أعوام. وقالت اليشيا ادمز المسؤولة عن هذا الحدث انه غير مرتبط بالحكومة الامريكية بأي حال من الاحوال لكن تبين أن توقيته كان ملهما.
وأضافت 'لحسن الحظ أنه يجري في هذا الوقت حيث نحاول تغيير الطريقة التي نفعل بها الاشياء وعلاقاتنا بهذه المنطقة من العالم.'
وتابعت قائلة 'من المؤكد أننا نريد جذب الانتباه للفنون والفنانين من هذه المنطقة من العالم وايضا الى الجمال والانسانية الموجودين في هذا الجزء من العالم وفضح زيف بعض النماذج النمطية.'
ويشمل المهرجان الذي يستمر من 23 فبراير شباط الى 15 مارس اذار عروضا للموسيقى والرقص والمسرح فضلا عن معارض ومنحوتات. ويقدم أحد المعارض اكثر من 40 فستان زفاف تحمل الكثير من التفاصيل وغنية بالالوان الى جانب الحلي الفضية والذهبية وأغطية الرأس التي تتناسب معها.
ويسعى المهرجان الذي يقام بالتعاون مع جامعة الدول العربية وتبلغ تكلفته عشرة ملايين دولار الى توضيح تنوع المنطقة التي تمتد من الخليج العربي الى شمال افريقيا وكانت مهدا للحضارة الانسانية.
ويتضمن المهرجان الكثير من العروض المجانية من قراءة الشعر الى الافلام والمعارض الى جانب تذاكر منخفضة الاسعار لعروض أخرى.
ومن بين الفنانين المشاركين بعض مشاهير الموسيقيين مثل الفنان اللبناني مارسيل خليفة وفرقة مغربية للرقص المعاصر جميع أعضائها من الرجال وفرقة للدراويش من سوريا وعلاء الكاشف وهو مهندس صوت حاصل على جائزة جرامي سجل أصوات شوارع القاهرة الصاخبة.
وبدأت ادمز التي زارت 15 دولة من الدول الممثلة التفكير في عرض أعمال الفنانين العرب للمرة الاولى منذ اكثر من عشر سنوات حين شارك فنانون من شمال افريقيا في مهرجان افريقي بمركز كنيدي.
وقالت ادمز التي نظمت ايضا مهرجانات ركزت على اليابان والصين وامريكا اللاتينية 'رأيت انذاك أن هناك احتياجا حقيقيا لتقديم المزيد من هؤلاء الفنانين الذين كانت المسارح الامريكية الرئيسية تفتقر اليهم بشدة.'
واستطردت قائلة ان تحديد الموعد كان مسألة معقدة. وأضافت 'يضطر المرء الى الانتظار حتى يتحسن المناخ السياسي ثم ينتظر وينتظر وينتظر.'
وحين أصبح مايكل كيسر رئيسا لمركز كنيدي في يناير كانون الثاني عام 2001 اختار هو وادمز موعدا وبدا العمل.
وصمد كيسر حتى بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 وحربي العراق وافغانستان وهي الاحداث التي أثارت اهتماما كبيرا بالعالمين العربي والاسلامي فضلا عن الكثير من المشاعر السلبية.
وأضافت ادمز 'قال اننا لن نتخلى عن هذا. هذا مهم حقا.'
وقال جوناثان ليونز مؤلف كتاب 'دار الحكمة.. كيف غير العرب الحضارة الغربية' ان الكثير من الامريكيين ليست لديهم معلومات كثيرة عن حجم الاسهام الذي قدمه العلماء والفلاسفة والمفكرون العرب للحضارة الغربية.
وأضاف ليونز أن 'هناك بعض الافتراضات الضمنية بأن الاسلام والغرب عدوان طبيعيان.. لكن اذا نظرنا الى التاريخ الثقافي للمنطقتين نرى قواسم مشتركة هائلة.'
وللتعامل مع هذه الفجوة في المعرفة يضم المهرجان معرضا مجانيا للوسائط المتعددة التي تستعرض التقدم الذي أحرزه العرب في الرياضيات والطب وعلم الفلك والكيمياء بين القرنين الثامن والخامس عشر.
وقالت ادمز 'يجب أن نذكر الناس بأن اسهام العرب كان ضخما. بدون هذا ما كانت لتوجد النهضة في اوروبا.'
ويقول سيمون شاهين وهو مؤلف موسيقي وعازف كمان وعود عربي يقدم عرضا بالمهرجان انه شهد ازديادا في الاهتمام منذ انتقل الى نيويورك للمرة الاولى عام 1980 وحتى خارج المناطق الحضرية الكبيرة.
وقال شاهين الذي أمضى فترة للدراسة والتدريس بأحد المعاهد الموسيقية في دايتون باوهايو في الاونة الاخيرة ان تقديم موسيقاه في الولايات المتحدة 'قوي جدا ويقرب الثقافات من بعضها بعضا. انه يخلق فهما وقبولا.'
شاهين الذي قام بالعزف مع المغني الشهير ستينج قال انه يشك في أن تصبح الموسيقى العربية جزءا من التيار السائد في الموسيقى الشعبية ابدا لكنه لا يزال ملتزما باتاحتها على نطاق أوسع.
وأضاف 'أعتقد أن من الممكن الوصول الى قطاع اكبر من الشعب الامريكي لكننا بحاجة الى الكثير من العمل... على الاقل هناك مجموعات هنا وهي تريد أن تعرف عن الثقافة وتريد التواصل.'
تعليقات