عبد الأمير التركي يواصل الكتابة عن مشروع قانون تعزيز الاستقرار المالي‮ ‬في‮ ‬الدولة في:كفى تلاعباً‮ ‬بالمال العام

زاوية الكتاب

كتب 289 مشاهدات 0


كفى تلاعباً‮ ‬بالمال العام

 

قبل أن نبدأ اليوم بالحديث عن مشروع قانون تعزيز الاستقرار المالي‮ ‬في‮ ‬الدولة،‮ ‬والذي‮ ‬هو الآن بحوزة اعضاء اللجنة المالية والاقتصادية ببيت الأمة،‮ ‬التي‮ ‬بدورها تمطرنا‮ ‬يوميا بأخبار اجتماعاتها الماراثونية،‮ ‬والتي‮ ‬باعتقادنا ما هي‮ ‬الا اجتماعات تسويقية لمشروع القانون الذي‮ ‬تقدمت به الحكومة،‮ ‬لا أكثر ولا أقل‮.. ‬فلهذا نحن نتوجه للسادة القائمين على بيت الأمة،‮ ‬ونقول لهم بالحرف الواحد‮: ‬انتبهوا أيها السادة،‮ ‬قبل ان تقروا هذا القانون‮.. ‬فهذا القانون لابد من اعادة صياغته،‮ ‬وبالذات المدة الزمنية،‮ ‬والضوابط والشروط،‮ ‬والأهم والأخطر على المال العام البند الثالث في‮ ‬المادة‮ »٦١« ‬من القانون‮.‬
بالأمس تحدثنا عن الشركة الورقية،‮ ‬خالية الأصول،‮ ‬والمراد دعمها،‮ ‬وكما قلنا بالأمس ان هذه الشركة معروفة لدى الجميع،‮ ‬هذه الشركة كانت تتصل بالمواطنين،‮ ‬وتستخدم معهم كل أساليب الاغراءات،‮ ‬وأبسطها ان ديناركم بعد مرور سنة سيساوي‮ ‬الف دينار،‮ ‬فهيا انضموا للمساهمة معنا بصندوق افضل عشر شركات بالسوق الكويتي،‮ ‬او بالمساهمة بصندوق افضل عشرين شركة بالسوق الكويتي،‮ ‬وكانت تقول لهم‮ »‬عطوا الخباز خبزه لو أكل نصه‮« ‬وكانت تقول لهم ايضا‮ »‬ارتاحوا واحنا بنفكم العبالة وبنعطيكم ارباح خيالية‮«!! ‬والناس صدقوا واصطادتهم شباك الدعاية والاعلانات‮.. ‬المهم انهم بعد ذلك انشأوا محافظ وصناديق خاصة بهم وبأموال الغير من العملاء الذين‮ ‬غرر بهم،‮ ‬وكانت هناك مادة في‮ ‬العقود التي‮ ‬ابرمت ما بين الشركة والعملاء،‮ ‬تلزم الشركة بدفع كامل مساهمة العميل او باسترجاع جزء منها،‮ ‬اذا ما اراد العميل الخروج منها وقد حدد العقد مدة لا تتجاوز الاسبوع لاستلام مستحقاته،‮ ‬وعليه تقع مسؤولية الربح والخسارة،‮ ‬حسب السوق‮. ‬ولكن عند حدوث الأزمة وانهيار السوق بشكل سريع‮.. ‬طالب اصحاب الاموال باسترجاع اموالهم،‮ ‬حتى ولو بخسارة تصل الى ‮٠٤‬٪‮ ‬الا انهم فوجئوا بالمفاجأة الكبرى،‮ ‬حيث ان الشركة‮ ‬غير قادرة على دفع فلس واحد،‮ ‬وانها قد رهنت اسهمهم لدى البنوك وتقاضت اموالا طائلة برهنها اصولا لا تملكها على الاطلاق‮. ‬وهذا دليل قاطع على ان هذه الشركة ومن على شاكلتها‮ -‬كشركة الريان في‮ ‬مصر‮- ‬ذات ادارات فاسدة وتلاعبت بأموال الغير وخارج الأطر القانونية،‮ ‬ومن ادار هذه الشركة ومن على شاكلتها‮ ‬يجب احالته إلى النيابة العامة ومن ثم الى القضاء بتهمة سوء الادارة والتدليس،‮ ‬ورهن اصول الغير دون علمهم،‮ ‬لا ان نحميهم،‮ ‬ونشرع قانونا من اجل حمايتهم من القضاء،‮ ‬وفتح ابواب خزائن المال العام،‮ ‬من اجل سواد عيونهم وتشجيعهم او‮ ‬غيرهم لمواصلة مشوار‮ »‬الجمبزة‮« ‬وبأساليب وأشكال متعددة،‮ ‬ونعود ثانية‮ »‬للشفط‮« ‬من المال العام‮!‬
ليعلم نواب الأمة الذين‮ ‬يدعون حماية المال العام،‮ ‬انه دائما في‮ ‬الأزمات تنظف الأسواق من الشركات الورقية خالية الأصول والدخيلة عليها،‮ ‬وذلك حتى تتجنب خلط الحابل بالنابل في‮ ‬الأسواق،‮ ‬وحين قلنا في‮ ‬مقالة سابقة ان هذا القانون هو نسخة طبق الاصل من قانون المديونيات الصعبة سيئ الذكر وغير الدستوري،‮ ‬كان الرد علينا بكلمة واحدة‮: ‬لا،‮ ‬ولا مضخمة،‮ ‬انه قانون تعزيز الاستقرار المالي،‮ -‬صبة،‮ ‬حقنة،‮ ‬لبن‮- ‬سؤالنا‮: ‬الى متى سيظل‮ ‬يتحمل المال العام دعم الأفراد والشركات والمتلاعبين بالأسواق؟ متى سنحترم أنفسنا وندع القانون‮ ‬يأخذ مجراه؟ فالمذنب‮ ‬يجب ان‮ ‬يذهب للنيابة والقضاء،‮ ‬ومن أحسن‮ ‬يكافأ،‮ ‬هذا ان كنا في‮ ‬دولة تحترم قوانينها،‮ ‬يا نواب الأمة،‮ ‬ويا فرسان الوطنية،‮ ‬ويا حماة حمى المال العام،‮ ‬ويا من اختلفتم اشد الاختلاف حول مديونيات المواطنين،‮ ‬من اصحاب القروض المعيشية،‮ ‬نسألكم‮: ‬ما الفرق بينكم وبين تلك الشركة ومن على شاكلتها؟ باعتقادنا ان الفرق بينهم فرق السماء عن الأرض،‮ ‬على الأقل المواطنون لم‮ ‬يتلاعبوا بأموال الغير،‮ ‬ولم‮ ‬يعيثوا في‮ ‬الأرض فسادا،‮ ‬بل كل الأموال التي‮ ‬اقترضوها،‮ ‬ذهبت الى احتياجاتهم العائلية،‮ ‬منها دفع اقساط‮  ‬تعليم ابنائهم في‮ ‬الجامعات الخاصة،‮ ‬بعد ان رفضت قبولهم جامعة الكويت بقوانينها المتعسفة،‮ ‬ودفع فواتير العلاج في‮ ‬المستشفيات الخاصة‮ -‬المنظار تنتظر ثلاثة اشهر حتى‮ ‬يأتيك الدور في‮ ‬المسشتفيات الحكومية بسبب اصحاب الوساطة والوافدين الذين لا‮ ‬يحتاجون الى الوقوف في‮ ‬طوابير الانتظار‮- ‬واما لتوسعة البناء في‮ ‬منازلهم لكبر الابناء،‮ ‬وضيق المسكن،‮ ‬بربكم‮ ‬يا نواب الأمة‮ ‬يا من تقطرون طهرا وعفة،‮ ‬من الذي‮ ‬يستحق الدعم،‮ ‬ومعالجة اوضاعه،‮ ‬هؤلاء المواطنون الشرفاء،‮ ‬الباحثون عن الاستقرار المعيشي،‮ ‬وكرامة العيش،‮ ‬ام المفسدون في‮ ‬الارض،‮ ‬كالشركة التي‮ ‬نتحدث عنها والتي‮ ‬اقامت حفلة عشاء لرجال الأعمال والممولين في‮ ‬دبي‮ ‬للبهرجة الاعلامية ولزوم الاحتيال بلغت كلفتها مليون دولار؟‮! ‬وهل ندع كبيرهم الذي‮ ‬علمهم السحر،‮ ‬والذي‮ ‬اضاف الى لقبه حرفين‮ »‬الالف واللام‮« ‬واصبح من علية القوم بأن‮ ‬ينفد بجلده،‮ ‬بعد ان استولى وكدس ملايين الغير في‮ ‬البنوك الاجنبية،‮ ‬وبدلا من مقاضاته،‮ ‬نحميه من ملاحقات الغير،‮ ‬ونصادر حقهم في‮ ‬مقاضاته؟ بينما نسمح للبنوك بمقاضاة البسطاء من اهل الكويت،‮ ‬وزجهم بالسجون؟‮!.. ‬لن نقبل بأي‮ ‬مساومة او مقايضة ما بين تمرير القانون،‮ ‬ومديونيات المواطنين،‮ ‬فقضية مديونية المواطنين لها الأولوية من دون منة من احد،‮ ‬ومشروع القانون‮ ‬يا نواب الأمة‮ ‬يجب ألا‮ ‬يمر من دون تغيير البند الثالث في‮ ‬المادة‮ »٦١« ‬من القانون،‮ ‬وتأكيد دور ديوان المحاسبة الرقابي،‮ ‬يا من تدعون العفة،‮ ‬وحماية المال العام ونذكركم بمقولتكم الشهيرة التي‮ ‬كان صداها‮ ‬يدوي‮ ‬في‮ ‬مخيمات حملاتكم الانتخابية‮ »‬الكويت مو للبيع‮« ‬ام ان كلام الليل‮ ‬يمحوه النار؟‮.. ‬علقوا استجواباتكم،‮ ‬فلعبة استجواب رئىس الوزراء لم تعد تنطلي‮ ‬على احد،‮ ‬فهي‮ ‬مجرد عملية إلهاء الكويتيين لتمرير مثل هذا القانون،‮ ‬وكونوا سدا منيعا في‮ ‬وجه كل من‮ ‬يحاول العبث بأموال الكويت العامة،‮ ‬ويفكر بتجفيف ايرادات ثرواتها الوطنية‮.. ‬هل من مجيب؟ وللحديث بقية‮ ‬يا نواب الرقي‮ ‬والبطيخ‮.‬

 

عبد الأمير التركي

 

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك