بعد الحادث الجوي، حادث آخر تحت الماء

عربي و دولي

تصادم بين غواصة بريطانية وأخرى فرنسية بالمحيط الاطلسي

391 مشاهدات 0


قال مسؤولون يوم الاثنين ان تصادما وقع بين غواصتين نوويتين احداهما بريطانية والاخرى فرنسية بينما كانت كل واحدة تقوم بدورية تحت مياه المحيط الاطلسي لكن لم تقع اصابات أو تحدث تسريبات اشعاعية.

وقال محللون انه كان من الممكن حدوث كارثة كبرى لو تسبب التصادم في تمزق بدن الغواصتين أو انفجار ذخائر تقليدية أو نشوب حريق رغم أن احتمالات وقوع انفجار نووي كامل كانت معدومة فعليا.

وذكر اللورد اميرال جوناثون باند قائد البحرية الملكية البريطانية أن الحادث وقع في وقت سابق هذا الشهر لكن لم تلحق أي أضرار بالاسلحة التي كانتا تحملانها.

ولم يقدم المسؤولون البريطانيون والفرنسيون تفسيرا حتى الان لامكانية حدوث تصادم بين غواصتين متطورتين تابعتين لدولتين متحالفتين في المياه المفتوحة وهو حادث نادر يمثل حرجا بالغا للبحريتين.

وقال باند في مؤتمر صحفي في لندن 'وقع احتكاك بين الغواصتين بينما كانتا تبحران بسرعة بطيئة للغاية .. الغواصتان ما تزالان سالمتين ولم تقع اصابات.'

'لم يكن هناك أي تهديد للسلامة النووية.'

وذكرت صحف بريطانية أن الغواصتين لحقت بهما أضرار بالغة في الحادث واضطرتا للعودة الى الميناء. ولم يعلق باند أو وزارتا الدفاع في لندن وباريس على تلك التقارير.

وقالت وزارة الدفاع الفرنسية 'حدث احتكاك بينهما تحت الماء لفترة وجيزة بينما كانتا تتحركان بسرعة بطيئة للغاية. لم تقع أي اصابات. ولم تتأثر قدرتهما على الردع أو السلامة النووية.'

وأضافت أن أضرارا لحقت بكابينة الغواصة الفرنسية التي تحتوي على أجهزة الابحار والرصد لكنها تمكنت وبقوتها الذاتية من العودة الى قاعدتها في ليل لونج في منطقة بريتاني.

وأضافت في بيان 'لم يصب أي من أفراد طاقم الغواصة في الحادث الذي لم يهدد الامن النووي على الاطلاق. ولم يؤثر الحادث على قدرة الردع النووية.'

وقال المحلل المستقل في الشؤون النووية جون لارج الذي قدم المشورة للحكومة الروسية بعد غرق الغواصة الروسية كورسك في عام 2000 انه كان من الممكن للحادث ان يكون أسوأ بكثير.

وأضاف 'الخطر الحقيقي يكمن في نشوب حريق على متن الغواصة نتيجة للتصادم. يحيط ما بين 30 و50 كيلوجراما من المواد شديدة الانفجار بكل رأس حربي. كان ذلك سيحترق وسيحترق البلوتونيوم الذي يشكل اللب أيضا. كان ذلك سيتبعثر في المنطقة المحيطة ويمثل مشكلة كبرى.'

وتابع لارج أن الغواصتين كانتا في نفس المنطقة بالمحيط لان من المفترض أن تكون أهدافهما متشابهة وتحتاجان لان تكونا بالقرب من قاعدتيهما في غرب أوروبا.

وقال لي ويليت الخبير بالمعهد الملكي للدراسات الدفاعية والامنية في لندن ان الاحتكاك يرجع جزئيا الى نظام التخفي الذي صممت به الغواصتان.

واضاف 'الميزة الاساسية لغواصة ردع هي أن تكون سرية بقدر الامكان حتى لا يمكن اكتشافها. الهدف منها (غواصات الردع) أن تكون مثل جحور في المياه. ولذلك فليس مفاجئا عدم تمكن كل منهما من اكتشاف الاخرى.'

وقال ويليت 'هذه هي المرة الاولى على الاطلاق التي يقع فيها مثل هذا الحادث في تاريخ عمليات الغواصات البريطانية التي تعمل بالطاقة النووية.'

وقالت صحيفة (صن) ان الغواصة (اتش.ام.اس فانجارد) التابعة للبحرية الملكية البريطانية عادت بعد الحادث الذي وقع في وسط المحيط الاطلسي الى قاعدتها بمدينة فاسلين في غرب اسكتلندا وبدت اثار احتكاكات وانبعاجات على بدنها.

واتهم الحزب الوطني الاسكتلندي وزارة الدفاع البريطانية بالاختباء وراء سرية العمليات وطالبها باصدار بيان أشمل بشأن الحادث.

وقال انجوس روبرتسون المشرع عن الحزب 'ينبغي توضيح كيف يمكن لغواصة تحمل أسلحة دمار شامل أن تصطدم بأخرى تحمل أسلحة دمار شامل وسط ثاني أكبر محيط في العالم.'

وقالت منظمة (الحملة من أجل نزع السلاح النووي) ان هذا أسوأ حادث تتعرض له غواصة نووية منذ غرق الغواصة الروسية كورسك في عام 2000.

وقالت كيت هادسون رئيسة المنظمة 'انه كابوس نووي من الدرجة الاولى. كان من الممكن لتصادم غواصتين نوويتين تعملان بمفاعلين نوويين ومسلحتين بأسلحة نووية أن يتسبب في انبعاث كميات هائلة من الاشعاع ويبعثر عشرات الرؤوس الحربية النووية في قاع المحيط.'

وأطلقت الغواصة فانجارد عام 1992 وهي واحدة من أربع غواصات بريطانية تحمل الصاروخ ترايدنت النووي الذي يمثل نظام الدفاع النووي البريطاني.

وبدأت الغواصة الفرنسية (لو تريومفانت) عملها عام 1997 وتحمل 16 صاروخا نوويا وهي واحدة من أربع غواصات مسلحة بأسلحة نووية في الاسطول الفرنسي.

 

الآن - وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك