هل القيادي ورجل الأعمال الناجح فاشل أسريا؟

محليات وبرلمان

875 مشاهدات 0


 ننبهر كثيرا عندما نرى قياديا أو رجل أعمال ناجحا بعمله, ويتملك مواصفات تجعله ضمن قائمة المتميزين والمبدعين بالعمل الريادي, ويحيط  به الكثير من الموظفين الناجحين وتجده ذو شعبية يحاول الجميع الاقتراب منه, ولكن الصدمة عندما ننظر لحياته الأخرى في منزله فستجد أنه صورة أخرى مخالفة لما تراه في عمله, فبعض هؤلاء تجده أبا فاشل في منزله, وزوجا غير قادر على العطاء والتصرف وشتان ما بين شخصيته العملية والأسرية, فهل فعلا هناك قياديون ورجال أعمال كثر بهذه الصورة؟
إن  القيادي الفاشل أسريا لا يستطيع التصرف في المواقف التي تحدث بمنزله, ولا تجده  يبدي استعدادا لحل المشاكل التي تحدث, وكأنه رفع راية الاستسلام لزوجته ولأبنائه, ورمى على الزوجة  كل المسؤولية المتعلقة بإدارة الشؤون الوظيفية لأبنائه وكل ما يتعلق بالمنزل, وأيضا تجده أوكل لها الإدارة المالية أيضا، بينما الواقع أن المنزل يكون بحاجة شديدة لأب قيادي ناجح مثله، تكون لديه القدرة على إدارة المنزل، حتى لو كانت بنصف ما يبذله الأب من مجهود في عمله.
ونستغرب كثيرا من النجاحات الساحقة الذي يحققها هذا الشخص لكن خارج حدود المنزل, فتجده أحيانا ينال الأوسمة والدروع على القيادة الذكية و الإخلاص بالعمل وغيرها الكثير, بينما أوسمة التذمر والفشل  يعلو صوتها من أبنائه وزوجته, فيحاول هذا القيادي المسئول التهرب قدر المستطاع من أجواء المنزل, ويرحب بقوة بكل رحلة عمل تأتيه فقط كي لا يثبت لنفسه أن هناك انعكاس سلبي آخر له يظهر فشله الذريع في القيادة الأسرية، فيتزحزح للهرب عبر السفر من أجل العمل وتحقيق الإنجازات الكثيرة التي يحلم بها.
ونتساءل كثيرا ما الذي يمنع هذا القيادي صاحب الأفكار المبدعة أن يستخدم نفس الأفكار ونفس أسلوب الإدارة التي يقوم بها بعمله المتميز في المنزل، لكن بصورة  تناسب أجواء بيته  الذي يعيش به, فكما يبتسم و يبادل الموظفين الأحاديث المتعلقة بالعمل، بإمكانه أن يفعل المثل مع أبنائه من خلال متابعة مستواهم الدراسي ومعرفة ما يرغبون به ويشاركهم هوياتهم, وكما هو قادر على وضع الخطط التنظيمية لإدارة عمله، فبإمكانه وضع قائمة بأهم الأعمال التي يجب أن يقوم بها كل فرد بأسرته، وتتم متابعتها أسوة بما يقوم به بعمله من متابعة، فرجل الأعمال الناجح فعلا هو من يستطيع أو يوفق ويقسم الأوقات بحيث لايبخس حق أيا منهما سواء بالعمل أو البيت.
لذلك كل ما في الأمر هو تحويل هذا النجاح في العمل إلى المنزل بطرق مناسبة, تجعل النجاح يلاحقه بكل مكان وليس محصورا فقط بمكان العمل بينما المكان الأهم في حياته منسيا.
كما أن بعض هؤلاء القياديين أو رجال الأعمال مقصرين جدا بصلة أرحامهم، فلا يشاركون أقاربهم وأصدقائهم بالأفراح والأحزان إلا نادرا، متحججين بكثرة الأشغال والأعمال وتعدد سفراتهم.
وقد تقبل أعذارهم أحيانا ولكن هذا لايعني أن ما يفعلوه أمرا صحيحا خصوصا اذا تكرر عدة مرات، لأن مجالسة الأبناء والزوجة ومراقبة سلوكيات الأبناء ودراستهم والتواصل مع الأقارب والأصدقاء أهم بكثير من عقد الصفقات وحصد الأموال، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو 'إن لبدنك عليك حقاً وإن لعينك عليك حقاً وإن لأهلك عليك حقاً وإن لزورك عليك حقاً كما أن لربك عليك حقاً'.

 

الآن - تقرير: نورا ناصر

تعليقات

اكتب تعليقك