حول الدور الدبلوماسي للكويت في حل المشاكل العربية.. يتحدث ناصر المطيري
زاوية الكتابكتب يونيو 13, 2017, 11:58 م 1260 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية-الكويت دولة الحياد الإيجابي
ناصر المطيري
أبرز حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد - حفظه الله - دور السياسة الخارجية الكويتية القائم على مبدأ الحياد الايجابي من خلال دوره الفاعل والمتميز في قيادة جهود الوساطة بين دول مجلس التعاون في الأزمة القطرية.
وهذا الدور الكويتي المشرف للكويتيين والمقدر عالياً من قبل الأشقاء الخليجيين لم يكن فجأة أو وليد لحظة بل هو إرث تاريخي للدبلوماسية الكويتية الايجابية ولشخصية صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، هذه الشخصية التي تحتل مكانة وثقة واحتراماً اقليمياً ودولياً.
فقد نجحت الدبلوماسية الكويتية بخبرة تاريخية وسياسية في حل العديد من المشكلات العربية- العربية خلال القمم السنوية والمؤتمرات الدورية التي استضافتها الكويت على مر التاريخ ومنها الخلاف المصري - اليمني خلال الحقبة الناصرية والتوسط بين اليمن الجنوبي واليمن الشمالي عام 1972 لوقف المناوشات بينهما على الحدود المشتركة والذي أسفر عن توقيع اتفاقية سلام عقب زيارة قام بها سمو الشيخ صباح الأحمد حينذاك للبلدين.
كما أدت دولة الكويت دوراً فاعلاً من خلال الدبلوماسية الهادئة في نزع فتيل الخلاف الأردني - الفلسطيني عام 1970 اضافة الى التوسط لحل خلافات بين دول عربية وأخرى إقليمية في نهاية عقد الستينيات وأسفرت عن تسوية نزاعات واستتباب الأمن والاستقرار في المنطقة.
كما كان للكويت دور في تخفيف الاحتقان بين بعض العواصم العربية وتحقيق التقارب بين جميع الأطراف من خلال زيارات واجتماعات عقدتها على أراضيها وأسفرت عن التوصل الى حلول سياسية ومصالحات وتعهدات باحترام كل دولة للشؤون الداخلية للدولة الأخرى.
ولا يخفى على أحد الدور المهم الذي قام به سمو أمير البلاد عندما كان يتولى منصب وزير الخارجية في العام 1989 وترؤس سموه آنذاك اللجنة السداسية التي حققت ما كان يصبو اليه من مصالحة وتوافق بين اللبنانيين وتجلى ذلك في الاتفاق على دستور الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية في لبنان.
وآخر الجهود الدبلوماسية التي بذلتها دولة الكويت استضافتها في 18 ابريل الماضي مشاورات السلام اليمنية برعاية الامم المتحدة بهدف التوصل الى اتفاق شامل ينهي الأزمة اليمنية ويسمح باستئناف حوار سياسي شامل بين الفرقاء اليمنيين وفق قرار مجلس الأمن رقم (2216) والقرارات الاخرى ذات الصلة.
كل هذه الأدوار الدبلوماسية الايجابية أسهمت في منح دولة الكويت حجماً سياسياً يتجاوز مساحتها الصغيرة جغرافيا، ووزناً له ثقله في ميزان العلاقات الدولية والفضل يعود للنهج السياسي المتوازن من جهة وللجهد الفاعل والمشكور لرجل الدبلوماسية وقائد الإنسانية صاحب السمو الأمير رعاه الله.
تعليقات