الشعوب الخليجية مستاءة من تردي العلاقات بين الأشقاء لهذه الدرجة.. برأي مبارك الدويلة
زاوية الكتابكتب يونيو 6, 2017, 11:51 م 829 مشاهدات 0
القبس
حصاد السنين-أمير الحكمة
مبارك الدويلة
استيقظ أهل الخليج صباح الإثنين على خبر قطع العلاقات بين بعض دول الخليج ودولة قطر! وكان الخبر مفاجأة للجميع، حيث مرت علينا تجربة سحب السفراء من طرف واحد مع استمرار العلاقات، لكن هذه المرة قطع كامل للعلاقات السياسية والتجارية. وليت الأمر توقف عند العلاقة الرسمية، بل تعداها إلى مصالح الشعوب، حيث تم ضرب حصار اقتصادي على قطر من البر والجو، وفي سابقة لم نسمعها تحدث بين الدول المتخاصمة سياسياً قررت هذه الدول الشقيقة إبعاد مواطني قطر من أراضيها واستدعاء مواطنيها من قطر!
والمتابع للشأن الخليجي يلاحظ أن معظم الشعوب الخليجية مستاءة من تردي العلاقات بين الأشقاء لهذه الدرجة، ولم يكونوا يتمنون أن تصل الأمور إلى هذا الحد من القطيعة، خصوصاً أن مبررات المقاطعة لم تكن مقنعة للكثير، لذلك اتجهت أبصارهم إلى الكويت، حيث أمير الإنسانية ومطفئ الأزمات، سمو الشيخ صباح الأحمد، الذي تعلقت قلوب أهل الخليج بتحركه، وكم سعدت هذه الجموع، وهي تسمع خبر مغادرة أمير الحكمة إلى الأشقاء في الرياض والدوحة لرأب الصدع، وإعادة المياه إلى مجاريها، ومنع انهيار مجلس التعاون، الذي كان الخليجيون يأملون في تتويج مسيرته بالاتحاد الفدرالي بين دوله!
سمو الأمير توجه إلى الرياض، وهو يعلم صعوبة مهمته، خصوصاً بعد الرسالة التي نقلها إليه سمو الأمير خالد الفيصل، لكنه يدرك أن الأشقاء في المملكة يبحثون عن حل لإشكالية في مسيرة قطر عانوا منها كثيراً. وبالمقابل، سيصطدم بقناعة عند القطريين بأن طريقهم وسياستهم الخارجية يرتكزان على إنصاف الشعوب المظلومة والدفاع عن الحريات العامة! هذا التعارض في فهم الآخر يجعل من مهمة الشيخ صباح صعبة للغاية، لكننا على يقين أنه إذا وجدت النوايا الطيبة والأهداف النبيلة، فإن الله يتكفل بتيسير الأمور، خصوصاً إذا كان فارسها هو أمير الإنسانية وأمير الحكمة، وهذا ما نتمناه كشعوب في المنطقة!
اليوم تطرح بيانات المقاطعة قضية دعم الإرهاب، وتم التركيز على جماعة الإخوان المسلمين كمثال على هذه الجماعات الإرهابية، والمواطن الخليجي يستغرب التركيز على الإخوان المسلمين، وهي الجماعة التي لم تطلق رصاصة واحدة خلال مسيرتها الطويلة، ولا حتى عندما واجه المعتصمون العزل الرصاص والنار في ميدان رابعة، والغريب أن هذه البيانات تركت «داعش» و«القاعدة» و«فيلق بدر» و«حزب الله»، وهي الجماعات التي تصوم وتفطر على القتل والقمع والعنف مع الخصوم! ومع هذا لا أظن هذا الأمر سيكون معوقاً في طريق التسوية لأن أرض الله واسعة!
عموماً نتمنى في الختام من كل من يملك قلماً أو منبراً إعلامياً أن يتدخل بالحسنى، ولا يصب الزيت على النار، وأن يدعو للتلاحم والتكاتف ويقول الحق أو يصمت عن الشر!
تعليقات