سوف تترك شروخاً فارقة على جدران البيت .. يتحدث ناصر المطيري عن الأزمة الخليجية
زاوية الكتابكتب يونيو 5, 2017, 12:15 ص 662 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية- مجلس التعاون.. جمر تحت الرماد!
ناصر المطيري
الأزمة الخليجية القطرية الراهنة هي في حقيقتها امتداد لأزمة سحب السفراء في سنة2014م حيث زالت تلك الأزمة بظاهرها الدبلوماسي فقط في حين بقيت ترسبات حالة من عدم الثقة بين العواصم الخليجية الثلاث الرياض وأبوظبي والدوحة ، ناهيك عن حالات متفرقة من الأزمات الثنائية العابرة والمتكررة بين كل دول مجلس التعاون الخليجي.. فحقيقة الواقع السياسي لمجلس التعاون تغلب عليه الخلافات المغلفة ببيانات رسمية بروتوكولية تتحدث عن عمل خليجي مشترك بطئ ومتعثر.
«الخلافات الخليجية - الخليجية» تسابق الخطوات التعاونية المحدودة بل إن الأزمات الخليجية الثنائية ابتلعت الكثير من مشاريع التعاون المشتركة ، ففي كثير من الأحيان وإلى عهد قريب سيطرت الخلافات بين بعض دول الخليج العربية على المشهد السياسي للمنطقة وانشغلت دول التعاون بالوساطات لحل خلافاتها الثنائية.
لننقد ذاتنا نحن الخليجيين ونراجع مسيرة مجلسنا ماذا حصدنا وماهي المكاسب على الأرض هل اقتربنا من بعضنا كشعوب أم ابعدتنا مسافات التوترات والخلاف والتي تبرز بين فينة وأخرى؟
لنضع ملفات الاتفاق والتعاون في كفة وملفات الخلاف والتباين في كفة أخرى لنرى لأي الجهتين ترجح كفة الميزان.. اتفقنا على توحيد التعرفة الجمركية بين دول مجلس التعاون في حين غاب مشروع السوق الخليجية المشتركة، تخرج القمم الخليجية ببيانات ختامية وحدوية وعناوين سياسية مشتركة وتنفضّ القمم لنجد التباين والتفاوت بين دول الخليج في التعامل والتعاطي السياسي مع ايران والولايات المتحدة والعراق كقوى اقليمية لها تأثيرها على أمن المنطقة ومستقبلها فنجد التعامل الخليجي مع تلك القوى وغيرها وفق منظور ثنائي وليس من خلال منظور جماعي يعبر عن توافق بين أعضاء كتلة خليجية واحدة.
مشروع العملة الخليجية الموحدة وقبل أن يرى النور انسحبت منه دولتان خليجيتان فيما لايزال الخلاف حول مقر البنك المركزي الخليجي كما أن هناك عدم اتفاق على تحديد اسم العملة الخليجية الموحدة.
ثم تعالوا نتطرق للملف الشائك الحساس المتعلق بالخلافات الحدودية بين دول مجلس التعاون الخليجي والتي ظلت عالقة طوال مسيرة المجلس وعكرت صفو أجواء الكثير من القمم بل ان أصداء الخلافات الحدودية الخليجية وصلت الى لاهاي مقر محكمة العدل الدولية ولم تتمكن المنظومة الخليجية من حل خلافاتها الحدودية حتى اليوم وفق آليات داخلية بينية.
وعلى وقع الأناشيد التي تصدح بها اذاعات وتلفزيونات الخليج الرسمية عند انعقاد القمم الخليجية نشهد بعض المناوشات والحملات الاعلامية بين بعض البلدان الخليجية التي تجسد الخلافات الكامنة والتي تثور بين وقت وآخر.. ليبقى الجمر تحت الرماد.
ونخلص إلى أنه حتى وإن افلحت الجهود الدبلوماسية الحميدة في احتواء الازمة الخليجية القطرية الحالية فإن هذه الأزمة سوف تترك شروخاً فارقة على جدران البيت الخليجي، لذا يجب ألا يقتصر الدور على مجرد ترميم العلاقات بل لابد من مواجهة صريحة تقوم على التفاهم والتفهم الأخوي وتقدير للمصالح المشتركة، وإدراك الواقع الأمني والسياسي للمنظومة الخليجية على قاعدة من الثقة وحسن النوايا.
تعليقات