أمراض النفوس ... من يعالجها؟!.. وائل الحساوي متسائلا
زاوية الكتابكتب يونيو 4, 2017, 12:04 ص 1110 مشاهدات 0
الراي
نسمات- أمراض النفوس ... من يعالجها؟!
وائل الحساوي
يوجد في العالم ملايين الأطباء والمتخصصين في الطب وذلك في جميع أصناف الطب بل إن العضو الصغير في جسم الإنسان له أطباء متخصصون في كل جزء منه، كالعين والأنف وغيرهما!
وتنفق الدول مليارات الدولارات على تأهيل الأطباء وإنشاء المشافي وتجهيزها بجميع متطلبات العلاج، وتعتبر الرعاية الطبية من مقومات تقدم الدولة ورفاهيتها!
لكن أمراض النفوس من حسد وكراهية وعدوانية وسلبية وغيرها هي الأكثر انتشاراً في العالم وهي التي تفتك ببني الإنسان وتسبب اضطراب معيشته، ولكن لا تجد من يتخصص في علاجها ووصف الدواء لمرضاها!
ولو فتحت على القنوات الفضائية لوجدت مئات القنوات التي تبيع الدجل للناس ويدعي القائمون عليها بأنهم يستطيعون معالجة النفس من تلك الأمراض، فالشيخ فلان بن فلان متخصص في علاج العين والحسد والأمراض النفسية، حتى يصل إلى علاج كراهية الزوج لزوجته ونفور الزوجة من زوجها، ولو تأملت في أشكال كثير منهم لوجدتها أقرب إلى أشكال الشياطين منها إلى أشكال الشيوخ، ولا شك أن هذه المهنة لا تتطلب من ممتهنيها أي دراسة أو تخصص معين بل يكفي الادعاء!
نحن لا نُنكر بأن البعض قد يكون صالحاً ولديه المؤهلات التي تعينه على علاج الناس، ولكن الغالبية العظمى هم من الدجالين والمشعوذين الذين يأكلون أموال الناس بالباطل، ونحن نتساءل: لماذا لا تخصص الدولة مجموعة من المُعالجين لديهم المواصفات المطلوبة لعلاج الأمراض النفسية التي يستفيد منها الناس، وتحارب المشعوذين والمدعين كما تفعل في مجال الطب؟!
لا شك أن القرآن الكريم هو أعظم دواء لنفوس الناس، بل إن كل آية فيه هي دواء كما قال تعالى: «وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين، ولا يزيد الظالمين إلا خساراً» وقوله: «قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء، والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى» وغيرهما من الآيات! وهنالك كتب كثيرة لعلماء الإسلام الربانيين يشخصون فيها أمراض النفوس ويصفون لها الدواء مثل كتب ابن القيم الجوزية - رحمه الله - مثل كتاب «عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين» الذي يذكر فيه «ان في القلب شعثاً: لا يلمه إلا الإقبال على الله، وعليه وحشة: لا يزيلها إلا الأنس في خلوته، وفيه حزن: لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق: لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه، وفيه نيران حسرات: لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه، ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه، وفيه طلب شديد: لا يقف دون أن يكون هو وحده المطلوب، وفيه فاقة: لا يسدها إلا محبته ودوام ذكره والإخلاص له، ولو أعطي الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبدا».
إن المجال لا يتسع للحديث الطويل حول هذا الموضوع المهم، ولكن دعونا نستعين بالله ونؤسس عيادات لعلاج أمراض النفوس، فما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء!
تعليقات