الأزمة الخليجية صناعة إعلامية!.. كما يرى ناصر المطيري
زاوية الكتابكتب مايو 31, 2017, 12:31 ص 851 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية- الأزمة الخليجية صناعة إعلامية!
ناصر المطيري
الوجه الظاهر للأزمة الخليجية القطرية هو وجه اعلامي فقط فليست هناك أزمة سياسية على المستوى الرسمي بين الدوحة وكل من الرياض وأبوظبي، لأن القنوات الرسمية للعواصم الخليجية لم تتطرق لأي خلاف بل يقتصر الأمر على عمليات تأجيج اعلامية تفتقد للموضوعية والمهنية، وهذا يستتبع البحث عن الدوافع الاعلامية ومن يقف وراء هذه الاثارة ولمصلحة من؟
الواضح لدينا والمؤسف أن الاعلام الخليجي في بعض أدواته أصبح صانعا للأزمات مبتعدا عن أصول المهنة الاعلامية متبنيا الفجور بالخصومة منهجا وسلوكا، فتلوثت فضاءات الخليج بسموم اعلامية تثير الفتنة والفرقة بين شعوب ودول مجلس التعاون الخليجي.
وحقيقة الأمر أن الاختراق ليس فقط ماحدث لوكلة الأنباء القطرية بسبب التصريحات المزعومة بل ان الاختراق الحقيقي حاصل في اعلامنا الخليجي ممثلا ببعض الفضائيات والمواقع الالكترونية وبعض المغردين الأبواق، نعم اعلامنا الخليجي اليوم مخترق من أقلام مأجورة وأصوات نشاز لا تضمر للكيان الخليجي خيرا.
لم يبق في الوطن العربي الممزق ودوله المنهكة من الحروب والأزمات الا دول مجلس التعاون، لذلك هي اليوم مستهدفة وهناك من يسعى لتمزيق وحدتها وبث الفرقة والتناحر بينها باستخدام أسلحة اعلامية حادة ومسمومة.. الميدان الاعلامي الخليجي والعربي في حاجة عاجلة، الى منهج موضوعي وجاد وفعال، يقوم بادارة الأزمات، وليس الاسهام في صناعتها وتأجيجها، من خلال الاستقصاء المتأني، والحكمة والموضوعية، بعيدا عن الاثارة الوهمية والمصطنعة، التي لن تخدم سوى أعداء الوطن والأمة، لذا من واجب المؤسسات الاعلامية المهنية الالتزام بأخلاقيات المهنة وغرسها في أعماق الصحفي وعقله، وتكثيف الجهود لبناء مؤسسات صحافية وصحافيين مهنيين، لكي يرتقوا بالرسالة الاعلامية.
وتبقى كلمة نوجهها للعواصم الخليجية المعنية بالأزمة الراهنة ونقول: ان الصمت الرسمي يجب ألا يطول ويخلي الساحة للشائعات والشحن الاعلامي وتلويث الأجواء الخليجية، يجب أن تكون هناك شفافية ومكاشفة رسمية ومسارعة لوضع النقاط على الحروف واحتواء الخلاف ان وجد، على أسس من حسن النوايا والحرص على الحفاظ على كيان منظومتنا الخليجية وتفويت الفرصة على من يكيدون ويمكرون.
تعليقات